كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟

كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟ | مرابط

الكاتب: خالد السبت

366 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

وأنت أيها الداعية: كيف تتصرف حينما يتصرف أحد المدعوين نحوك بتقصير، أو بكلمة، أو بفعل لا يليق؟

أتعاديه، وتجانبه، وتجفوه، أتأمر أصحابك أن يقاطعوه، ويهجوه، ويهجروه، أتتخذ منه موقفًا: هو في سبيله، وأنت في سبيلك من أجل نفسك، إن هذا لا يليق أيها الإخوة.

أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود قال: “ كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء - صلوات الله، وسلامه عليهم - ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” ولو ضربك أحد من المدعوين فأدماك ماذا تقول عنه؟ تدعو عليه، تلعنه، تضربه، لكن انظر إلى قول هذا النبي: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

أنت أيها المسؤول، أيها المدير في المدرسة، أو في الشركة؛ إذا جاءك أحد المراجعين، وتكلم بنفس مشحونة، وبلغة مستعلية، يتكلم معك كأنك أجير عنده، فكيف تصنع؟

جاء رجل إلى النبي ﷺ فجذب ردائه حتى أثر في رقبته يقول: "أعطني فإنك لا تعطيني من مال أبيك، ولا أمك" وهذه لو قالها لأحد غير النبي ﷺ لسبقه رأسه قبل أن يكمل هذه الأحرف، فماذا صنع النبي ﷺ ؛ هل عاداه، واتخذ منه موقفًا؟ لا.. أبدًا بل أعطاه، وأعطاه، وأعطاه حتى رضي، وهذه أخلاق الأنبياء.

نحن - أيها الإخوة - في هذا المسجد، يا معاشر المصلين: لو أن أحد الأطفال الموجودين الآن وقف على هذه الطاولة، وجلس يتبول - أعزكم الله - أو جاء رجل كبير، وذهب إلى ناحية المسجد الآن، وجلس يتبول، ماذا سنصنع به؟

إنه لن يدري هو في يد من - نسأل الله العافية - هذا يضربه، وهذا يلعنه، والذي لا يستطيع الوصول إليه يتابع له السب، والشتم؛ ويرشقه بقبيح القول، جاء رجل إلى المسجد، والنبي ﷺ مع أصحابه، وعمد إلى ناحية من نواحي المسجد، وشج يبول، وما وجد مكانًا إلا المسجد، فنهره الصحابة، فنهاهم النبي ﷺ فقال: لا تزرموه - أي لا تقطعوا عليه البول لئلا يتضرر - ثم دعا بذنوب من ماء، فصب عليه، ثم علمه، وقال: هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من أذى الناس..

لقد انتهت المشكلة، وما أصابه ضرب، ولا داسوه بالأقدام، ولا سحبوه برجله، وأخرجوه من المسجد، ولا حبسوه، ولا فعلوا له شيء آخر، إنما قيل له لا يصلح فيها شيء من أذى الناس فمثل هذا الإنسان يملك قلبه بهذا يقول: "بأبي هو، وأمي، والله ما قهرني، ولا نهرني، وما رأيت معلمًا مثله" فهل نحن كذلك مع الطلاب، ومع المدعوين؟ ومع المصلين؟

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أخلاق-الكبار #خالد-السبت
اقرأ أيضا
إظهار المنكرات | مرابط
اقتباسات وقطوف

إظهار المنكرات


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية يتحدث عن المظهرين للذنوب فالرجل من المسلمين لو جاهر بالذنب وجب على المسلمين أن يبغضوه بقدر ما أظهر من الذنب وأن يظهروا له الخير إذا تاب إلى الله وتراجع عن ذنبه وفي المقتطف نماذج عملية من السيرة

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
522
اكتساب الهمة | مرابط
ثقافة

اكتساب الهمة


لا شك أن قابلية اكتساب الهمة والعزم كبيرة فالله جل وعلا كلف العباد جميعا - إلا من استثنى الله منهم - بتكاليف متساوية في الجملة وكل هذه التكاليف تفتقر إلى الهمة وصدق العزم كالصلاة والصيام والإنفاق والحج وترك الشهوات المحرمة والمنكرات الفاحشة وإذا كانت الهمة غير مكتسبة ومستطاعة التحصيل لكانت التكليفات ظلما لطائفة من العباد تعالى الله عن ذلك. والحياة تدفع لنا كل يوم صورا عظيمة لأناس هزموا اليأس وتغلبوا على أنفسهم وصاروا من أصحاب الهمم العالية كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

بقلم: كريم حلمي
351
حجج من كذبوا الرسل | مرابط
اقتباسات وقطوف

حجج من كذبوا الرسل


عامة من كذبوا الرسل لم يقدموا حججا حقيقية يقبلها العقل أو يتصورها وإنما كانت تحيط بهم الشهوات والأهواء والتي لا تستقيم مع الاستجابة لدعوات الرسل ومن هنا بدأت المناجزة وجرتهم شهواتهم إلى طريق عداوة الدين وأهله وهذا مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الإيمان يدور حول هذا الأمر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1980
خطر البدعة الإضافية على الشرع | مرابط
تفريغات

خطر البدعة الإضافية على الشرع


لا فرق عند العلماء بين إخراج الحق من الدين وبين إدخال الباطل فيه لأن كلاهما بخلاف مراد الشارع فإخراج الحق من الدين يساوي إدخال الباطل فيه ونحن بمناسبة الكلام على البدعة وعن أثرها في تأسيس محنة المسلمين اليوم لابد أن نلقي ضوءا جليا واضحا على جيل الصحابة وكيف كانوا يواجهون البدع

بقلم: أبو إسحق الحويني
1252
التعليل المادي للشريعة | مرابط
مقالات

التعليل المادي للشريعة


كثير من غلاة المدنية في محاولتهم لتكريس أهمية الشأن المدني يحاولون ربط الشعائر والشرائع بالحضارة فتراهم يقولون إن غاية الشعائر هي تهذيب الأخلاق الاجتماعية وغاية التشريع هو سياسة المصالح العامة .. وفي هذا المقال الموجز يناقش إبراهيم السكران هذه الفرضيات.

بقلم: إبراهيم السكران
406
خلط الإسلام بالديمقراطية إساءة كبيرة للإسلام ج3 | مرابط
فكر الديمقراطية

خلط الإسلام بالديمقراطية إساءة كبيرة للإسلام ج3


أما دين الإسلام فإن تطبيقه السليم قد أخضع المنصفين حتى من خصومه إلى الإقرار بأنه يمثل الرحمة الحقيقية التي جعلها الله لهذه البشرية ولذا لم تزدد هذه الأمة بتطبيقه إلا عزة ومنعة إلى أن دخلت الدواخل والرواسب على الأمة ورضي فئام من أبنائها باستبدال الذي هو أدنى - من تيارات الانحراف - بالذي هو خير فتراكمت في الأمة مشاكل يجزم من كان له عقل يعي به الأمور أن من المحال أن ترتفع هذه المشاكل بغير الإسلام

بقلم: د عبدالله بن عبدالعزيز العنقري
7324