خطر البدعة الإضافية على الشرع

خطر البدعة الإضافية على الشرع | مرابط

الكاتب: أبو إسحق الحويني

1253 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

لا فرق عند العلماء بين إخراج الحق من الدين وبين إدخال الباطل فيه؛ لأن كلاهما بخلاف مراد الشارع، فإخراج الحق من الدين يساوي إدخال الباطل فيه. ونحن بمناسبة الكلام على البدعة وعن أثرها في تأسيس محنة المسلمين اليوم، لابد أن نُلقي ضوءًا جليًا واضحًا على جيل الصحابة، وكيف كانوا يواجهون البدع.

 

البدعة

البدعة: شيء مخترع لا أصل له في الدين، وهذه يسميها الإمام الشاطبي : بالبدعة الحقيقية. شيء مخترع لا أصل له في دين الله عز وجل، كالصلاة المذكورة في شهر رجب، أو صلاة النصف من شعبان، فهذه لا أصل لها في دين الله عز وجل. وأنا أظن أن هذا النوع من البدع ليس بأكثر خطورة من النوع الآخر، الذي يسميه الإمام الشاطبي : البدعة الإضافية. فمحنتنا الآن هي البدعة الإضافية.

البدعة الحقيقية من الممكن أن تنصب الدلائل على بدعيتها وتستريح، أما البدعة الإضافية فإنه يدخل شياطين الإنس من أبوابها، وسميت إضافية؛ لأنها تضاف إلى الشرع من وجه، وتباين الشرع من وجه آخر، فهذه هي مشكلتها؛ لذلك سماها العلماء: بالبدعة الإضافية، أي: لأنها أضيفت إلى الشرع ظلمًا وزورًا.

ولنضرب مثلًا للبدعة الإضافية حتى يتضح معناها.

 

نموذج للبدعة الإضافية وإنكار الصحابة لها

جاء في سنن الدارمي بسند صحيح عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه قال: (كنا جلوسًا بباب عبد الله بن مسعود بعد صلاة الغداة، فبينما نحن جلوس إذ جاء أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وقال: أخرج أبو عبد الرحمن ؟ قلنا: لا، فجلس معنا، فلما خرج اكتنفناه فقال أبو موسى : أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفًا شيئًا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرًا، قال: وماذا رأيت؟ قال: إن عشت فستراه، رأيت قومًا حِلقًا حِلقًا، أمامهم حصى يسبحون الله تبارك وتعالى، ويكبرونه، ويحمدونه، ومعهم رجل يقول: سبحوا مائة، فيأخذون مائة حصاة ويسبحون، كبروا مائة، فيكبرون مائة بالحصى.

وفي بعض الروايات خارج الدارمي قال: (فرجع ابن مسعود إلى داره وتلثم، ثم دخل المسجد فإذا هم كما وصف أبو موسى الأشعري ).

حينئذ كشف ابن مسعود رضي الله عنه عن وجهه وقال: (ما أسرع هلكتكم يا أمة محمد! هاهو محمد صلى الله عليه وسلم آنيته لم تكسر، وثيابه لم تبلَ حتى جئتم بشيءٍ ما فعله ولا أصحابه.. أنا عبد الله بن مسعود ، أنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ! ما نريد إلا الخير. -قولة كل مبتدع- فقال: كم من مريد للخير لا يبلغه؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: (أن رجالًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله لعل أكثركم منهم، قال راوي الحديث: فلقد رأيت عامة هؤلاء يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج).

فهذا مثال، وهناك بعض المسلمين يستحب التسبيح بهذه الصورة، وهو التسبيح على المسبحة؛ لأنه لا فرق بين التسبيح على الحصى باعتبار أن الحصى فرد، وبين أن تنظم هذا الحصى في عقد.

فالآن من المسلمين من يُفتي باستحباب التسبيح على المسبحة، وهذه كانت بدعة عند الصحابة، فانظر إلى تطاول الزمن! كان عندهم بدعة ثم صار مستحبًا عندنا، وعبد الله بن مسعود أفقه صحابي، نزل الكوفة بعد علي بن أبي طالب ، ويشهد الكل له بذلك، وكان فقيهًا في دين الله عز وجل لاسيما في كتابه تبارك وتعالى، كان يقول: (لقد أخذت سبعين سورة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أعلم أن رجلًا عنده ما ليس عندي تضرب إليه أكباد الإبل لفعلت).

عندما يرى عبد الله بن مسعود رجالًا يسبحون الله على الحصى في المسجد، فهذه هي البدعة الإضافية، التسبيح مشروع لكن هيئته هي البدعة، فانظر كيف صار لها وجهان؟

وجه مشروع، وهو أصل التسبيح، ووجه غير مشروع وهو كيفية التسبيح؛ لذلك هؤلاء ينسبون هذه الهيئة كلها اعتمادًا على الأصل إلى الشرع، ولذلك أبو موسى الأشعري قال لـعبد الله بن مسعود : (رأيت في المسجد شيئًا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرًا..)

وإذا كان خيرًا لماذا تنكره؟ الكلام قد يبدو متناقضًا: (أنكرته ولم أر إلا خيرًا) إذا لم تر إلا خيرًا فما الداعي للإنكار؟ أي: أصل الذكر لا يُنكر، رجال جلسوا يذكرون الله، من ينكر هذا؟! فهذا الذي عناه أبو موسى الأشعري قال: لم أر والحمد لله إلا خيرًا. أما الذي أنكره فهو كيفية التسبيح.

ولذلك كان في الماضي يوجد بدعة وسنة، أما الآن فالموجود هو بدعة وردة؛ لذلك أصبح الناس الآن يرون البدع ولا ينكرونها؛ لأنهم يرون في مقابل البدعة كفرًا بواحًا، فتهون البدعة عندهم، وما علم هذا المسكين أن عدم إنكاره للبدع هو السبب في وجود هذا الكفر.

لا تحقرن صغيـرة إن الجبال من الحصى

الصحابة كان عندهم نفرة شديدة من أي محدثٍ مهما كان دقيقًا، لذلك ظل الدين نقيًا عندهم، فأنت إذا كان عندك حساسية شديدة للصغير فمن باب أولى أن تنكر الكبير؛ لكن إذا أنكرت الكبير فقط مر الصغير بسلام، وهذه هي المشكلة، صغير مع صغير مع صغير، تفاجأ أنه صار جبلًا يصعب عليك إنكاره.

فالآن لو وجد شخص ينكر المسبحة، يقول له الآخر: تنكر عليه لماذا؟ ترى الناس قاعدين على المقاهي يشربون الحشيش والقهوة ولا تنكر عليهم، انظر كيف؟ أتى بالحشيش والأفيون في مقابل المسبحة، إذًا الذي يسبح بالمسبحة رضي الله عنه، ما دام أنك وضعت في مقابله هذا الحشاش، لكن عندما تقيس المسألة قياسًا صحيحًا، وتضع هذا الذي يسبح على الحصى في مقابل ما كان يفعله الصحابة، تقوم فتشنع على هذا الذي يسبح بالحصى، وذلك لأن الصحابة كانوا ينكرونه.

لذلك نحن نريد أن نبين كيف كان الجيل الأول ينكر؟ لأنهم أفضل الناس علمًا وعملًا، وأرق الناس قلوبًا.

فـعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري أنكرا مجرد التسبيح. المبتدع إنما يريد أن يثبت بدعته اعتبارًا بدليل الأصل، وبعض الناس لما سمع هذا الحديث جاء وقال: ألم يقل الله تبارك وتعالى: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41].. فجعل الذكر مطلقًا لماذا تريد أن تقيده؟

هذا يرد على ابن مسعود وأبي موسى الأشعري لأنهما أنكرا مثل هذا الفهم المطلق، لا يجوز لنا أن نطلق فهمًا كان الصحابة يرونه مقيدًا، العبرة بهم.. فالنبي عليه الصلاة والسلام لما علّم الصحابة قال لبعض زوجاته، أو لبعض النساء: (واعقدن التسبيح بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات)..

والتسبيح يكون بالأنامل، كل أنملة يسبح عليها ثلاث مرات، والأنامل هي أطراف الأصابع، ومن استهون مثل هذا يستهون غيره، ومشكلة المبتدع أنه يعتقد بدعته دينًا، لذلك مهما جئته بكل آية لا يسلِّم.

 

نموذج آخر للبدعة الإضافية

ذات مرة في رمضان كنت في درس، فسألني ولد عن قراءة: (قل هو الله أحد) بين التراويح أهي سنة أم بدعة؟ قلنا: بدعة، أخذ الولد هذا الكلام وذهب إلى أبيه -وكان أبوه رأس البدعة في بلده-، وهو الذي يبتدئ بقراءة: (قل هو الله أحد) ثم الناس يقرءون معه، فذهب وأنكر على أبيه، فجاء أبوه في موعد الدرس الثاني، واستمع، وبعدما انفض المجلس جاء فقال: أنت قلت لولدي: إن قراءة: (قل هو الله أحد) بين التراويح بدعة؟ قلت: نعم. قال: قل هو الله أحد، ثلث القرآن بدعة! انظر كيف شدد! (قل هو الله أحد) ثلث القرآن بدعة! قلت له: أنا ما قلت إن قراءة القرآن بدعة، قلت إن قراءتك لـ (قل هو الله أحد) بين التراويح بدعة. قال: أنا ارتكبت حرامًا؟ فقلت له: لو أنك عطست الآن ماذا تقول؟ قال: أقول: الحمد لله، أو الحمد لله على كل حال. قلت: فهل يجوز أن تقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؟ قال: لا، قلت: لماذا؟ الصلاة على الرسول حرام!

يعني: هل أنت تحرم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والله تبارك وتعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] ما رأيك هل أقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؟ قال: لا. وهكذا كان من فضل الله عز وجل أنه اختصر المسألة، ولو كابر وقال: نعم يصح، كان سيحوجنا إلى أن نأتي بدليل آخر، لكن من فضل الله عز وجل أنه اختصر فقلت له: لماذا لا نصلي على الرسول في العطاس؟ قال: لأن الرسول لم يقل ذلك، قلت: هذا عين جوابي، فالرسول عليه الصلاة والسلام لمّا صلى التراويح هل كان يقرأ: (قل هو الله أحد) بين التراويح؟ فسكت قليلًا ثم قال -وهذا هو الشاهد-: يعني أنا مكثت ستين سنة مغفلًا؟! ما هو المانع؟

الصحابة رضوان الله عليهم قال غير واحد منهم: (كنا ضلالًا حتى جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..) ما هي المشكلة أن أكون أنا مغفلًا ثم رجعت؟! احمد الله أنك رجعت غيرك مات وهو مغفل، فاحمد الله أن مد في عمرك، وسخر لك من يوقظك، واحمد الله أن رزقك القبول والتسليم، هذه أشياء يستحق الإنسان أن يحمد الله عليها، فمضى الرجل ولم يقتنع، الأدلة كلها تكبله؛ لكن هذا هو الشاهد، لا يسلِّم، المشكلة أن البدعة يعتقد صاحبها أنها دين، لذلك كانت المعصية أفضل من البدعة، الزاني أفضل من المبتدع، شارب الخمر أفضل من المبتدع، قاتل النفس أفضل من المبتدع، وليس معنى أفضل أن القتل حلال، لا. وإنما تفاضل في الشرع؛ لأن هناك كفرًا دون كفر وظلمًا دون ظلم، لماذا؟ لأن أي إنسان يعلم أن المعصية حرام وإن كابر فيها، فإذا علم أنها حرام يمكن أن يخرج منها يومًا بالتوبة.

كنت أخطب الجمعة في سنة من السنوات في القاهرة، وتكلمت عن الرجم، وأن الزاني المحصن يرجم، ويحفر له في الأرض حفرة، ثم يرجم بالحجارة حتى يموت، فهذا هو الحد، وتكلمت ومضيت في الكلام، وبعد أن انتهيت من الخطبة وخرجت من المسجد، رأيت رجلًا في نحو السبعين أو الثمانين من عمره، يقف أمامي وهو يرتعد، قلت: إن هذا رجل أعصابه تعبانة، وأطرافه تهتز، وكان كذلك، لكن لم يكن المرض العصبي عنده هو السبب المباشر لهذا فقط، هذا الرجل يسكن بعيدًا عن المسجد فرجع إلى بيته بعد الخطبة، ثم قفل راجعًا إلى المسجد.

وقال لي: أريدك على انفراد. ثم قال: أنا رجل عشت حياتي في الزنا، وأول مرة أسمع الكلام الذي قلته في الخطبة، كنت أريد أن أخرج من المسجد؛ لأني كنت أحس أنك ترجمني بالحجارة، لكن استحيت أن أقوم من المسجد، انتهت الصلاة لم أستطع المكوث في المسجد، ذهبت إلى البيت لكن ما استطعت القعود، ولا القيام، ولا استطعت الأكل ولا الشرب، بيتي بعيد، وليس عندي سيارة، ولكني رجعت لأسأل سؤالًا واحدًا، هل يمكن أن تقبل توبتي؟! هذا الرجل الذي ظل يزني عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة، أكثر من الزنا حتى صار لا يعلم أهو حلال أم حرام؟! ولا يمكن أن يعتقد إنسان في حرام بحت أنه حلال، إلا إذا كان جاهلًا بالمرة عن هذا الشيء، الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قسم الأشياء، جعلها ثلاثة: الحلال المحض البيَّن لا يحتاج إلى برهان، الحرام المحض البيَّن الذي لا يحتاج إلى برهان أيضًا، وبينهما الأمور المشتبهات.

قال بعض العلماء: كيف لا يفطر المرء على معرفة الحلال المحض من الحرام المحض، وقد فطر الله الحيوانات على معرفة ذلك؟

وضرب المثل الذي نعرفه نحن جميعًا، إذا أعطيت القط قطعة لحم أكلها بجانبك، أما إذا خطفها فإنه يولي هاربًا، لماذا يولي هاربًا إذا خطفها؟ لأنه سارق، لكن إذا أعطيتها له أكلها بجانبك؛ لأنها جاءت من الحل، إذًا الإنسان الذي ركب الله فيه آلة العقل لا يستطيع أن يجهل الحرام المحض! بل يعرفه، لكن يكابر.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#البدعة #الحويني
اقرأ أيضا
قصص وعبر للنساء ج1 | مرابط
تفريغات المرأة

قصص وعبر للنساء ج1


تفريغ لمحاضرة تأتي ضمن سلسلة من الرسائل النسائية يبدأها الدكتور نبيل العوضي بالرسالة الأولى بعنوان: قصص وعبر وكل قصة من هذه القصص تحمل عبرة فإن من النساء بل من الناس عموما من تمر عليه القصص فلا يعتبر والسعيد من اتعظ بغيره نبدأ هذه القصص لا للتسلية ولا لقضاء الأوقات ولا للطرف ولا للهزل إنما نقص هذه القصص للعبرة

بقلم: د نبيل العوضي
394
الزينة والنمص | مرابط
تفريغات المرأة

الزينة والنمص


ومن اتباع الهوى والشيطان تكلف الفتاة في تزيين مظهرها ومثال ذلك النمص وهو تغيير لخلق الله وتعرض للعنة الله فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق الله.

بقلم: محمد العريفي
403
مقارنة بين قطز وجنكيز خان | مرابط
اقتباسات وقطوف

مقارنة بين قطز وجنكيز خان


في قصة التتار تحول مسار التاريخ تماما بظهور رجل معين هو قطز رحمه الله كما تحول مساره تماما قبل ذلك أيضا في نفس القصة بظهور رجل آخر هو جنكيز خان لعنه الله وشتان بين الشخصيتين مع أن كليهما مغير فلقد كان لكل منهما تأثير مهول أثر في الملايين وفي جغرافية الأرض وحركة التاريخ ولكن شتان بين الأثرين

بقلم: د راغب السرجاني
697
ابصر طريقك | مرابط
مقالات

ابصر طريقك


منذ ظهر دين الله في الأرض وتدافعت أمواجه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وضرب تياره أسوار العالم المحيط به وطهر بلادا كثيرة وغسلها مما فيها من الشرك والكفر والإهلال لغير الله سبحانه أخذت تتجمع في أطرافه عداوة لا تنام وبقيت هذه العداوة تنازل جنود الله عاما بعد عام في ثغور الإسلام ثم احتشدت هذه العداوات المتفرقة في الثغور حشدا واحدا بدأت به الغزوات المتلاحقة التي عرفت في التاريخ باسم الحرب الصليبية وظلت هذه الحروب مشبوبة قرونا طويلة وأداتها السلاح والجيوش والمواقع

بقلم: محمود شاكر
1388
مقصود طلب العلم | مرابط
اقتباسات وقطوف

مقصود طلب العلم


كثير من طلبة العلم ليس مقصودهم به إلا تحصيل رياسة أو مال ولكل امرئ ما نوى وأما أهل العلم والدين الذين هم أهله فهو مقصود عندهم لمنفعته لهم وحاجتهم إليه في الدنيا والآخرة كما قال معاذ بن جبل في صفة العلم: إن طلبه لله عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة به يعرف الله ويعبد ويمجد الله ويوحد

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
405
الدعاء والشكر | مرابط
تعزيز اليقين

الدعاء والشكر


من متع الحياة الدنيا: أن تكون عبدا مكروبا بكرب دنيوي أو محتاجا لشيء من لعاعة الدنيا فتلح بالدعاء والطلب من الله. ربنا العظيم الكبير الجليل المالك ذي الجلال والجبروت والملكوت.. فتدعوه مع التذلل له ويرزقك الخضوع والانصياع التام والفقر التام ولو بعد حين من الدعاء.

بقلم: خالد بهاء الدين
362