الإنكار على تصحيح الأخطاء اللغوية

الإنكار على تصحيح الأخطاء اللغوية | مرابط

الكاتب: البشير عصام المراكشي

380 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كتبت أمس مقالا صغيرا في تصحيح خطأ لغوي شائع، فوجدت تعليقين من شخصين مختلفين، يدوران على معنى واحد:
"اترك الناس يتكلمون كما يشاؤون، ولا تتكلف التصحيح لأخطائهم ..".

وقد وقفت من هذين التعليقين موقف المتعجب المتأمل .. فقد ألفت أن أسمع مثل هذا الإنكار في مواجهة حكم بتبديع أو تفسيق - وإن كان حكما صحيحا -، لكن أن يصل الإنكار إلى التصحيح اللغوي، فهذا تمدد سرطاني علينا السعي في معالجته.

ما الذي يجعل الكثيرين اليوم يأنفون من التصحيح والتقويم والتخطئة؟! الأسباب كثيرة، وهي تؤسس مزاجا عصريا، يستبطنه الناس، حتى يخرج في مثل هذه التعليقات.

من هذه الأسباب:

  • انتشار ️ثقافة التيسير والاختيار، على حساب ثقافة المسؤولية والواجب. وبسط هذه النقطة يطول جدا، ومن أراده فعليه بكتاب "أفول الواجب".
  • تفشي خطاب التنمية الذاتية وتبسيط العلوم وما أشبه ذلك، مما يخيل للناس أن العلم يمكن تحصيله دون جهد، بل دون قواعد، وفي أقصر الأوقات. وجميع ذلك سراب، يعرفه من تبعه عمره كله، فلم يرجع منه بشيء معتبر.
    والصحيح المجرب المتفق عليه بين أهل الاختصاص، أن العلم في ذاته ثقيل؛ لكن من سلك طريقه، وتسلح بالهمة والعمل والصبر وعدم الاستعجال، يسره الله له.
  • رفع قيمة الحرية إلى درجة التقديس والإطلاق. فالتقديس يجعلها مفهوما متجاوزا يهيمن على جميع مناحي المعرفة، ومعيارا لتصحيح المفاهيم أو تزييفها؛ والإطلاق يمنع من أدنى تقييد، ولو أن يكون قواعد لغوية لا يتم تواصل الناس إلا بضبطها!
  • انتشار خطاب رفض "الوصاية الفكرية"، النابع عن تقديس الحرية الشخصية. وقد وصل الغلو في رفض "الوصاية" إلى درجة عدم الاعتداد بكلام العالم أو المصلح أو الخبير أو المجرب أو الوالد .. بل العبرة فقط بالرأي الشخصي، مهما تكن طريقة تكوينه، والمؤثرات التي أنتجته!
  • أنتج الحال المزري للأمة عند الكثيرين يأسا تاما من إمكان الإصلاح. ووصل هذا اليأس إلى درجة تفضيل التطبيع مع الفساد الشائع، على بذل الجهد في مقاومته. فصار قبول الخطأ وتسويغه، أولى عندهم من محاولة تقويمه وإصلاحه.(ولهذا المعنى نماذج كثيرة في مجالات مختلفة، وفي السياسة خصوصا).
    والله الهادي إلى سواء السبيل.
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التصحيح-اللغوي #أخطاء-لغوية
اقرأ أيضا
محاضن الفطرة.. غرائز الآباء | مرابط
اقتباسات وقطوف

محاضن الفطرة.. غرائز الآباء


أهم ما يقوي الفطرة السوية عند الأبناء غرائز وميول الآباء.. انتقاء الألفاظ والحياء والرحمة والصفاء النفسي وغيره مما ركب في نفس الأم السوية.. الشجاعة والكرم والمروءة والعدل ونحوه مما ركب في نفس الأب السوي.. محاضن الفطرة غرائز الآباء!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
348
قراءة القرآن على مسامع الرجال | مرابط
مقالات المرأة

قراءة القرآن على مسامع الرجال


يقول الشيخ فريد الأنصاري: وأما التستر الصوتي فهو متعلق بتلحين أنغامها الصوتية وما في معناه من تغنج صوتي وليس معناه متعلقا بمطلق الصوت طبعا وذلك كمنعها من الأذان وتجويد القرآن بحضرة الرجال الأجانب عنها

بقلم: قاسم اكحيلات
238
الغش في البيوع | مرابط
اقتباسات وقطوف

الغش في البيوع


مقتطف من كتاب الحسبة في الإسلام لشيخ الإسلام ابن تيمية يدور حول الغش في البيوع وذلك يحدث بطريق أو بآخر مثل كتمان العيوب وتدليس السلع مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرا من باطنه ويحدثنا عن الكيماوية وطرقهم في الغش والخداع والتلبيس على الخلق

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
743
مختصر قصة التتار الجزء الثالث | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء الثالث


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1254
الفرح بالله | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفرح بالله


والفرح بالله وبأعمال الإيمان التي تقرب إلى الله جاءت الإشارة إليه في آيات متعددة بلفظ الفرح وبلفظ الاستبشار وغيره ولذلك قال ابن القيم فالفرح بالله وبرسوله وبالإيمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن من أعلى مقامات العارفين

بقلم: إبراهيم السكران
742
إسلام الوجه لله والإحسان هما أصلا الشريعة | مرابط
مقالات

إسلام الوجه لله والإحسان هما أصلا الشريعة


وهذان الوصفان - وهما إسلام الوجه لله والإحسان - هما الأصلان المتقدمان وهما: كون العمل خالصا لله صوابا موافقا للسنة والشريعة وذلك أن إسلام الوجه لله هو متضمن للقصد والنية لله كما قال بعضهم: أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
661