الإنصاف عزيز

الإنصاف عزيز | مرابط

الكاتب: ابن القيم

263 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ من الألفاظ وَمن رزقه الله بَصِيرَة فَهُوَ يكْشف بِهِ حَقِيقَة مَا تَحت تِلْكَ الألفاظ من الْحق وَالْبَاطِل وَلَا تغتر بِاللَّفْظِ كَمَا قيل فِي هَذَا الْمَعْنى

تَقول هَذَا جنى النَّحْل تمدحه ... وإن نَشأ قلت ذَا قيء الزنابير
مدحا وذما وَمَا جَاوَزت وصفهما ... وَالْحق قد يَعْتَرِيه سوء تَعْبِير

فَإِذا اردت الِاطِّلَاع على كنه الْمَعْنى هَل هُوَ حق اَوْ بَاطِل فجرده من لِبَاس الْعبارَة وجرد قَلْبك عَن النفرة والميل ثمَّ اعط النّظر حَقه نَاظرا بِعَين الإنصاف، وَلَا تكن مِمَّن ينظر فِي مقَالَة أصحابه وَمن يحسن ظَنّه نظرا تَاما بِكُل قلبه ثمَّ ينظر فِي مقَالَة خصومه وَمِمَّنْ يسيء ظَنّه بِهِ كنظر الشزر والملاحظة فالناظر بِعَين الْعَدَاوَة يرى المحاسن مساوئ والناظر بِعَين الْمحبَّة عَكسه وَمَا سلم من هَذَا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبُول الْحق وَقد قيل:

وَعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... كَمَا أن عين السخط تبدي المساويا

وَقَالَ آخر:
نظرُوا بِعَين عَدَاوَة لَو أنها ... عين الرِّضَا لاستحسنوا مَا استقبحوا

فَإِذا كَانَ هَذَا فِي نظر الْعين الَّذِي يدْرك الحسوسات وَلَا يتَمَكَّن من المكابرة فِيهَا فَمَا الظَّن بِنَظَر الْقلب الَّذِي يدْرك الْمعَانِي الَّتِي هِيَ عرضة المكابرة وَالله الْمُسْتَعَان على معرفَة الْحق وقبوله ورد الْبَاطِل وَعدم الاغترار بِهِ


المصدر:
مفتاح دار السعادة، ابن القيم

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
دعاة تحرير المرأة | مرابط
تفريغات المرأة

دعاة تحرير المرأة


قاسم أمين صاحب الدعوة الباطلة المنحرفة لما جاء بدعوى تحرير المرأة أخذ يدعو إلى باطله السنوات الطوال حتى حصل على مراده في تغيير البنية الاجتماعية بعد سنة ثمانية وعشرين وإلى الآن ما زلنا نتجرع غصص هذا التحرر وهذا الكتاب والتوصيات فهذا صاحب دعوة باطلة فكيف بدعوة الحق فكن طويل النفس ولا تكن مستعجلا تنظر تحت قدمك سيأتيك الفرج لو صدقت النية

بقلم: أبو إسحق الحويني
608
صحابيات طبيبات؟ | مرابط
أباطيل وشبهات المرأة

صحابيات طبيبات؟


ليس غرضنا إحراج الدعاة ولا بيان جهل بعضهم بالنصوص ولكن هم من وضعوا أنفسهم في هذه الدائرة النتنة فتجده يذكر روايات لا تصح كعمل أمنا خدبجة أو يفضح نفسه التي تدرك نصف العلم كأخبار تطبيب الصحابيات للرجال.هذا الأمر ليس بالهين لأن المرأة التي تدرس الطب إنما تدرسه مع رجال فينشر لها جسد رجل عار تماما فتلمس ذكره لتفكك أجزاءه وتكتشف أسراره بحضور زميلها الرجل! ولربما يشرح لها أكثر فهو أدرى منها بذلك!. فأي ذوق هذا؟!.

بقلم: قاسم اكحيلات
755
السفر للخارج للتعليم | مرابط
مقالات

السفر للخارج للتعليم


في الحقيقة لا يوجد مانع بين التعليم وبين الآخرة ولكن إذا كان هناك تعارض بين التعليم الدنيوي والصلاح والاستقامة فطبيعي سنقدم الاستقامة والصلاح. وإذا كان ظني بأولادي حسن وهم على دين وخلق فالعاقل لا يرمي بهم في موطن يبيح الزنا والخمر والربا ولحم الخنزير واللواط وغيره ثم أقول بفضل الله أولادي متربيين تربية كويسة!!

بقلم: محمد سعد الأزهري
373
آداب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي | مرابط
تفريغات

آداب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي


محاضرة ثرية وهامة للشيخ محمد صالح المنجد تدور حول وسائل التواصل الاجتماعي التي وصلت إلى كل البيوت تقريبا وصارت تشكل مساحة كبيرة من حياة الإنسان وللأسف يستخدم المسلمون هذه الوسائل والمواقع بدون ضوابط ولا حدود ومن هنا تأتي محاضرة الشيخ المنجد لتقدم لنا آداب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم: محمد صالح المنجد
3811
وقفات مع قصة موسى عليه السلام | مرابط
تفريغات

وقفات مع قصة موسى عليه السلام


ولتعلم أن الذي يتوجه إلى الله عز وجل بقلبه فإنه لا يخيبه إنك لو قصدت رجلا شريفا نبيلا وقلت له: احمني فإنه لا يسلمك إلى عدوك لأن هذا هو المناسب لكرمه وحلمه ونبله وشرفه لما خرج سفيان الثوري رحمه الله هاربا من الخليفة لقيه أحد عمال الخليفة وكان رجلا جوادا كريما اسمه معن بن زائدة فلما لقيه معن وكان لا يعرفه قال له: من أنت قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن فقال: نشدتك الله لما انتسبت إلي لأنه بإمكان أي واحد في الدنيا أن يقول: أنا عبد الله بن عبد الرحمن فناشده الله أن ينسب نفسه

بقلم: أبو إسحق الحويني
1001
إقناع العقل وإمتاع العاطفة | مرابط
تعزيز اليقين

إقناع العقل وإمتاع العاطفة


وفي النفس الإنسانية قوتان: قوة تفكير وقوة وجدان وحاجة كل واحدة منهما غير حاجة أختها فأما إحداهما فتنقب عن الحق لمعرفته وعن الخير للعمل به وأما الأخرى فتسجل إحساسها بما في الأشياء من لذة وألم والبيان التام هو الذي يوفي لك هاتين الحاجتين ويطير إلى نفسك بهذين الجناحين فيؤتيها حظها من الفائدة العقلية والمتعة الوجدانية معا

بقلم: محمد عبد الله دراز
581