مهارة الحفظ

مهارة الحفظ | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

324 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الحفظ كغيره من المهارات البشرية كالتفكير والتأمل والتحليل والنقد والكتابة والإلقاء والجدل الخ، وهذه المهارات كلها لها لياقة تزيد بالمران وتضمر بالعطالة.

فمن كان يكتب البحوث المسهبة إذا تركها زمنًا استثقل لاحقًا كتابة مقالة قصيرة، ومن كان ينشئ القصائد الطوال إذا تركها زمنًا تكاءدت عليه أبيات الإخوانيات والمفاكهة، ومن ترك التأمل والتدبر والاجتهاد في التحليل والربط إذا هجر ذلك يصبح شديد النفور من مناقشات الكلام العلمي الدقيق، حتى تراه أحيانًا لا يقف الأمر عنده على صعوبة الفهم بل يكاد يصرف نفسه عن السماع لشدة الوطأة.

ولذلك راج في كلام العلماء قولهم "المزاولات تثمر الملكات".

وهكذا "قدرة الحفظ" لها لياقة تنمو بالمراس والمران والدربة والمزاولة، ومعيار اللياقة أمران: أن تزيد كفاءة وفعالية المهارة، وأن تثمر المهارة نتائجها دون مشقّة وتعب مفرط. وهذان يحصلان كما سبق بكثرة التمرين واستمراره.

وإذا كان الجهد المبذول في الحفظ منظّمًا، بأن يكون له مقدار يومي محدد يزيد تدريجيًا بنسبة طفيفة، ووقت يومي محدد، وصبر ومصابرة على "الانتظام"؛ فإنه يثمر في وقت قصير نتائج مبهرة.

وأشد الأمور في بناء اللياقة الذهنية عمومًا ليس هو بذل الجهد في آحاد الأوقات، بل الصبر على "الانتظام" والدأب اليومي على هذا الأمر.

وأكثر عمل شُداة العلم هو الإفراط في الحفظ أسبوعًا ونحوه، ثم هجر ذلك، ثم إذا سمع أو قرأ ما يبعث همته للحفظ عاد لمثل ذلك ثم انطفأ، وهذا لا يبني لياقة الحفظ البتة، بل يتسبب في ترهل ونحول مهارة الحفظ.

وهذا الكلام باعتبار جنس قدرة الحفظ بصورة عامة، مع عدم إغفال مسألة تفاوت الإمكانات والقدرات الفردية، وكما قال العلماء "الناس يتفاوتون في قوى الأذهان كما يتفاوتون في قوى الأبدان".

والله أعلم،،

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الحفظ
اقرأ أيضا
القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط | مرابط
المرأة

القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط


هؤلاء الكتبة رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في اختلاط الرجال والنساء في المطاف والطريق ولم ينكر ذلك وهو اختلاط في زمن يسير عارض فجاء هؤلاء وقاسوا على ذلك مشروعية الاختلاط في التعليم والعمل وهو اختلاط مكث في زمن يطول وأهدروا اعتبار الفارق بين الزمن اليسير والزمن الكثير بين الاختلاطين.. وهذا قياس فاسد وشبهة رائجة بين يديكم رد مفصل عليها.

بقلم: إبراهيم السكران
301
من هم التنويريون | مرابط
فكر مناقشات

من هم التنويريون


مراجعة لكتاب: التنوير الإسلامي في المشهد السعودي عبد الوهاب آل غظيف مركز تأصيل الطبعة الأولى 1434ه وهو أول كتاب قدم استعراضا وتحليلا وتقييما علميا لموجة التنوير في السعودية وعرف بها وأهم أفكارها ومقولاتها والتطورات التي لحقت بها خلال الحقبة السابقة وهو كتاب الأخ الشيخ عبد الوهاب آل غظيف بعنوان التنوير الإسلامي في المشهد السعودي الصادر عن مركز تأصيل الطبعة الأولى 1434ه ويقع في 150 صفحة

بقلم: إبراهيم السكران
1231
الميزان المقلوب الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الميزان المقلوب الجزء الأول


فقد ورد في بعض الأحاديث: أن رجلا مر بالرسول صلى الله عليه وسلم فسأل صحابيا عنده: ما تقول في هذا -وكان رجلا وجيها في قومه وصاحب مال وله مكانة في نفوس أهل الدنيا- فقال: هذا حري إن خطب أن يزوج وإن شفع أن يشفع ثم مر رجل آخر فقير فسأله عنه فقال: هذا حري إن خطب ألا يزوج وإن شفع ألا يشفع فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض من مثل ذاك أو كما قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه

بقلم: عمر الأشقر
622
مختصر قصة التتار الجزء الثالث | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء الثالث


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1256
إياك نعبد وإياك نستعين | مرابط
تفريغات

إياك نعبد وإياك نستعين


العبودية في قوله: إياك نعبد الفاتحة:5 العبودية هي التذلل والخضوع ولهذا تقول العرب: طريق معبد أي: مذلل إذا ذلل الناس الطريق بشيء من توطينه وتهيئته للسير يقول: طريق معبد كذلك العبد يسمى عبدا إذا كان متذللا بين يدي سيده. وهنا قال: إياك نعبد الفاتحة:5 لا نتذلل إلا لك سبحانك وتعاليت في هذا التذلل إلا لله جل وعلا والعبادة في ذلك مختلفة: ظاهرة وباطنة فالباطنة هي أعمال القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة والخشية وغير ذلك من أمور العبادة.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
679
فقه الواقع: بين النسوية والدعاة | مرابط
النسوية

فقه الواقع: بين النسوية والدعاة


المرأة اليوم متأثرة كما الرجل بمحدثات الثقافة الغالبة وغالبا لن تجد امرأة إلا وهي متأثرة بفكرة المساواة مع الرجل إلى حد ما أو فكرة الاستحقاقية بحيث ترى أن أعظم شيء تمتلكه هو كونها امرأة وفكرة المظلومية فتجدها محملة بالعديد من الأفكار المسبقة وتعتبرها مسلمات ونظرا لأنها تحب الدين فهي تحاول أن تجد نقطة اتصال بين تلك الأفكار والشرع وهنا يأتي دور الداعية الذي لا ينتبه لمداخل العصر ولا لأمراض الناس النفسية فلا يستطيع أن يعالج مشاكل الناس بشكل جذري بسببها هذا إن كان يفهمها أصلا.

بقلم: أسامة لعايض
405