الزلازل ومحدودية العلم

الزلازل ومحدودية العلم | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

253 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

حدث مثل الزلازل وآثاره من القتلى والمصابين والخسائر، رحم الله موتى المسلمين وخفف عن الناس؛ يكشف لك بوضوح محدودية قيمة العلم وتهافت دعاوى تعظيمه ومقارنته بـ الدين ..

لاحظ مثلًا دور العلم والإنسانوية وقيم التنوير المزعومة في مثل هذه الكوارث، وكيف أنها في غاية الحقارة؟! فلا هي نفعت الناس وجنبتهم المصائب أو عصمتهم نتائجها، ولا هي لها أي دور وجداني يُذْكَر في الناس!

لكن انظر للدين في مثل هذه الأزمات.. تجده يوضح لك من البداية كيف أن الإنسان عُرضة لهذه المصائب؟! إما ابتلاءً وإما عقوبة.. وفي الحالتين يوضح لك كيف تتعامل معها؛ إما رضًا وصبرًا واحتسابًا، وإما إعادةً للنظر في تصورات الإنسان والأُمة، بالأوبة والتوبة والاعتبار..
لأن الدنيا أصلًا ليست مستقرة بطبيعتها، وما هي إلا قنطرة لحياة أخرى أكبر وأرحب!

ثم إن الدين في كل الأحوال، لا يتركك دون أن يُعيد تشكيل نظرتك ويُذْكَرك بفطرتك، ويشحن وجدانك بمعانٍ يستحيل على العلم الوصول لها؛ حمدًا وشكرًا واستغفارًا وتسبيحًا وذكرًا.. فلا يتركك فريسةً للهم والكرب والأسى والحزن وحيرة العقلانية، بل يُعيد لك توازنك ويصحح مسارك..

لأن النفس أكثر احتياجًا من الجسد، لذلك كان تركيبها أحد أبهر آيات وجود الله عز وجل، فأقسم بها تعالى "ونفسٍ وما سواها" وهو لا يُقسم إلا بعظيم.. فإن لم تُقابَل بما يُراعيها فيما لا تقدر عليه؛ تجرعت مرارة ذلك ألمًا وضيقًا وتعاسةً وشعورًا بالخسارة والحرمان..

كم أُشفق والله على المحرومين الذين تبجحوا بعقولهم على دين الله، وحادوا الله بنعمه عليهم..
قال ابن تيمية: "من اتكّل على نظره وعقله ومعرفته؛ خُذل".

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الزلازل
اقرأ أيضا
لماذا نحب الرسول الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

لماذا نحب الرسول الجزء الثاني


في هذه المحاضرة يدور الحديث حول محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطريق إليها معناها وأهميتها واجباتها ومستلزماتها وما ينبغي أن يكون موقف المسلم تجاه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا الموضوع على درجة عظيمة من الحساسية لما وقع الناس فيه من أهل الإسلام أهل القبلة بين الإفراط والتفريط هذا الموضوع ينبغي أن يفتح كل مسلم قلبه وسمعه لتفاصيله ويتذكر حتى ولو لم يتعلم شيئا جديدا ويستعيد إلى نفسه وقلبه ذكريات هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويتذكر حقوق رسول الله وواجباته

بقلم: محمد المنجد
641
دعاة تحرير المرأة | مرابط
تفريغات المرأة

دعاة تحرير المرأة


قاسم أمين صاحب الدعوة الباطلة المنحرفة لما جاء بدعوى تحرير المرأة أخذ يدعو إلى باطله السنوات الطوال حتى حصل على مراده في تغيير البنية الاجتماعية بعد سنة ثمانية وعشرين وإلى الآن ما زلنا نتجرع غصص هذا التحرر وهذا الكتاب والتوصيات فهذا صاحب دعوة باطلة فكيف بدعوة الحق فكن طويل النفس ولا تكن مستعجلا تنظر تحت قدمك سيأتيك الفرج لو صدقت النية

بقلم: أبو إسحق الحويني
610
مقام الصبر ومقام الشكر | مرابط
مقالات

مقام الصبر ومقام الشكر


مما يخدعك به نفسك والشيطان أنهما يشعرانك أنك في مقام ابتلاء.. واختبار الصبر لمجرد ما تمر به من بعض الضيق أو المرض أو الخوف أو غير ذلك وينسيانك ما أنت فيه من نعمة الله. فبينما أنت تظن أنك في مقام الصبر والضراء وحدهما.. لكن في الواقع أنت كذلك في مقام الشكر والحمد والرضا والفرح وكذلك في حياتك ما يتطلب الصبر

بقلم: حسين عبد الرازق
393
محاورة دينية اجتماعية الجزء الرابع | مرابط
مناظرات فكر الإلحاد

محاورة دينية اجتماعية الجزء الرابع


محاورة بين رجلين كانا متصاحبين مسلمين يدينان الدين الحق ويشتغلان في طلب العلم فغاب أحدهما عن صاحبه مدة طويلة ثم التقيا فإذا هذا الغائب قد تغيرت أحواله وتبدلت أخلاقه فسأله صاحبه عن ذلك فإذا هو قد تغلبت عليه دعاية الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به المرسلون فحاوره صاحبه لعله يرجع فأعيته الحيلة في ذلك وعرف أن ذلك علة عظيمة ومرض يفتقر إلى استئصال الداء ومعالجته بأنفع الدواء وعرف أن ذلك متوقف على معرفة الأسباب التي حولته والطرق التي أوصلته إلى هذه الحالة المخيفة وإلى فحصها وتمحيصها و

بقلم: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
1877
دعوات غربية متفرقة للعودة إلى الفطرة | مرابط
فكر تفريغات المرأة

دعوات غربية متفرقة للعودة إلى الفطرة


إن دعاة الحضارة والمدنية اليوم متأخرون جدا فأوروبا التي يزعمون أنها أم الحضارة والرقي تصرخ اليوم فالمرأة هناك التي يسمونها متحضرة تبكي صارخة مولولة لأنها فقدت سعادتها وأمومتها وبيتها وهذا الكلام نقل في الصحف والمجلات من مصادر علمية موثقة

بقلم: عمر الأشقر
457
الرد على عدنان إبراهيم: فرية نبش بني العباس لقبر معاوية | مرابط
أباطيل وشبهات

الرد على عدنان إبراهيم: فرية نبش بني العباس لقبر معاوية


ادعى عدنان إبراهيم أن بني العباس نبشوا قبر سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ووجدوا خيطا أسود كالهباء واستدل في مقولته هذه بما رواه العماري وليست هذه هي الشبهة الأولى التي يروجها عدنان إبراهيم ضد سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وفي هذا المقال رد على تلك الشبهة وتوضيح للخطأ فيها

بقلم: أبو عمر الباحث
1699