دعاة تحرير المرأة

دعاة تحرير المرأة | مرابط

الكاتب: أبو إسحق الحويني

612 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

 

قاسم أمين صاحب الدعوة الباطلة المنحرفة لما جاء بدعوى تحرير المرأة أخذ يدعو إلى باطله السنوات الطوال حتى حصل على مراده في تغيير البنية الاجتماعية بعد سنة ثمانية وعشرين وإلى الآن ما زلنا نتجرع غصص هذا التحرر، وهذا الكتاب والتوصيات فهذا صاحب دعوة باطلة فكيف بدعوة الحق، فكن طويل النفس، ولا تكن مستعجلًا. تنظر تحت قدمك، سيأتيك الفرج لو صدقت النية، والدليل على ذلك قصة المرأتين وحكاية موسى عليه السلام: قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [القصص:23]،.. انتبه للحالة هذه، صار له ثمانية أيام يمشي، ليل نهار، يأكل ورق الشجر، ثم أنه خائف، لو رأى شخصًا يحد النظر فيه لقال: هذا من حاشية فرعون، شخص خائف يتصور أن الشارع كله جواسيس، لو أن شخصًا قال له: من أين أنت؟ لقال: هذا يعرفني، عندما وصل موسى عليه السلام إلى مدين ورأى المرأتين، سألهن ما خطبكما؟

فأهل مدْيَن كلهم يتزاحمون على بئر، وكل واحد عنده عدد من الغنم، ويريدون أن يسقوا حتى يعودوا، ماذا تفعل امرأة أو امرأتان في وسط هؤلاء الرجال؟ تَذُودَانِ [القصص:23]، لا يردن للغنم أن يختلطن مع الأخرى؛ لأنه لو اختلطت أغنامهما فقد تضيع الغنم: قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ [القصص:23]، وما أخرجنا إلا أن أبانا شيخٌ كبير، وهذا أيضًا من الأمارات أنه لم يكن شعيبًا، لو كان شعيبًا؛ لكان له مكانة عندهم، فعلى الأقل كان سيجد من الطائفة المؤمنة من يفعل ذلك..

فموسى لم يحتمل هذا المنظر؛ لأنه أبيّ النفس قام فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]، مكدود متعب جائع، ومع ذلك لما رأى المنظر هذا لم يتحمل، وهكذا أصحاب النفوس الأبية الكريمة، لا تبيت على الضيم طرفة عين، وتأباه فطرة وطبعًا، فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]، سقى لهما في وسط المجموعة هؤلاء، فما الذي فعله؟ قام موسى وأحضر البهائم وسقاهن، وهذا كان بقوة موسى عليه السلام، وكان أيضًا بالوقار والمهابة التي كانت عليه.. وفي نفس الوقت كان قويًا. يذكرون في الإسرائيليات: أن الجماعة بعدما سقوا أغنامهم قاموا كلهم ووضعوا صخرة عظيمة على فم البئر لكي لا يستطيع أن ينزعها، لكنه قام لوحده فنزع تلك الصخرة العظيمة، وسقى غنم المرأتين، فلذلك المرأة عرفت أنه قوي.

فلما سقى لهما، مشى ولم يلتفت إليهما، ولم يقل: أي خدمات، أنا موجود إذا أردتموني، سلموا لي على الوالد!! لا. لذلك عرفت المرأة أنه أمين.

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ [القصص:24]، هذا في حر شديد، وقت قيلولة، فَقَالَ رَبِّ [القصص:24]، لاحظ لمن توجه؟ لم يطلب أجرة، ولا قال: أعطني خروفًا مقابل ما سقيت لكما، لا. جرّد القصد لله، لذلك ماذا قالت الآية بعد ذلك: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25]، مباشرةً جاء الفرج، ليس بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أو أربعة، لا. عندما يكون الرجل خائفًا؛ فإن الله عز وجل يؤمنه -كما تدين تدان- فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]... فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا [القصص:25]، الجزاء من جنس العمل.

فاحذر أن تستعجل! احذر أن تستعجل وتقول: هذا المجتمع كله مخالفات، وأنا لو التزمت وأجلست بناتي أو أجلست امرأتي في البيت وغير ذلك، فما الذي سأفعله أنا في هذا المجتمع كله؟! نقول: لا.

لا تحتقر نفسك ولا تحتقر جهدك؛ لأن الذي يبارك في الجهد القليل هو الله، وربنا سبحانه وتعالى قال: إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:81].

اعلم أن كل هذا الذي يفعلونه سيكون كما قال الله عز وجل: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، كل الذي يفعلونه، ها هو النقاب مثلًا الحرب ضده قائمة على قدم وساق، ما من صباح ينشق فجره إلا وترى النساء قد التزمن بالنقاب، هناك نساء تركن العمل حرصًا على النقاب، ولو قلنا لهن: اجلسن قبل أن يعتقدن ضرورة الالتزام بالحجاب لما جلسن، إن الله عز وجل هو الذي يبارك في هذه الصحوة، فأنت لا تحقر نفسك، واجعل لك دورًا؛ حتى تذهب إلى الله عز وجل وأنت مرفوع الرأس.

وهذا أحد الصحابة لما دخل على القتال قال: اللهم لقني عدوًا شديدًا حرده، -يعني: شديد الغيظ عليَّ- شديدًا بأسه -شديد القوة عليَّ- فيقتلني ثم يبقر بطني، ويجدع أنفي، ويقطع أذني، فتسألني فيم يا عبد الله؟ فأقول فيك يا رب، هذا هو الجهاد، أنا لا أريده أن يقتلني فقط، أريده أن يمثل بجثتي. يفتح بطني، ويقطع منخري، ويقطع أُذُني، وتسألني لماذا يا عبد الله؟ فأقول: فيك يا رب.

وفي الحديث الصحيح لما تجلى الله عز وجل على الشهداء قال لهم: (تمنوا.. -ما الذي تتمنوا؟- يقولون: يا رب نرجع فنقاتل فنقتل فيك).

ربك عزيز جدًا، عزيز.. لو فعلت ما فعلت، ما أعطيته حقه ولا عُشر حقه، لماذا أنت واقف هكذا؟ يقول لك: ارجع ولا تريد أن ترجع!! لماذا هكذا؟ لا يكن الجماد خيرًا منك!! إن الله عز وجل قال للسماوات وللأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا [فصلت:11].. ائتيا هكذا أو هكذا، قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:11]، لماذا لا تعود وحدك، وترجع إلى ربك مختارًا، بدلًا من أن ترجع مكرهًا ولا جميل لك؟. فتكون راجعًا مكرهًا، فارجع مختارًا.

إذًا: الصحوة هذه لابد أن يكون لها قدوات، تقتدي الجماهير بها، وإذا كان أصحاب الالتزام لا يقومون بواجبهم حق القيام، فمن يقوم به؟.. فهل يقوم به أهل الدنيا الذين لم يحققوا الالتزام حتى الآن؟ لكن اصبر على الحق المر ولو كنت وحدك، فإن الصبر من اسمه مُر.

نحن نحتاج يا إخواننا! أن ننقل هذا إلى بيوتنا، ونعمل لله تبارك وتعالى، وربنا سبحانه وتعالى قال لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى [الأحزاب:34] أين؟. في المدرسة؟ في الجامعة؟. فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:34]. فالمرأة إنما تتعلم في بيتها، هذا هو الأصل. إذا كانت هناك مدارس خاصة للبنات، ولا يوجد فيها رجال، فأدخِل البنت فيها ولا بأس، تتعلم العلوم الشرعية.. تتعلم أحكام الله عز وجل، ما الذي يمنع منها الله عز وجل؟ وما الذي لا يحل لها فعله؟، فالبيت هو الأساس.

إذًا: تتعلم القرآن، وتتعلم السنة، وتتعلم حق الزوج، أول ما تتزوج يرى زوجها المرأة التي إن أقسم عليها أبرته، وإن نظر إليها سرته، وإن غاب عنها حفظته في عرضها، وفي نفسها، وفي ماله.

إذًا المرأة هذه ستربي لنا شبابًا صالحًا، ونرى أن البنية الاجتماعية ستتغير، لماذا؟ لوجود أم صالحة وأب صالح.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
المعاصي تنسي الله | مرابط
اقتباسات وقطوف

المعاصي تنسي الله


ومن عقوباتها المعاصي: أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة وأعظم العقوبات نسيان العبد لنفسه وإهماله لها وإضاعته حظها ونصيبها من الله وبيعها ذلك بالغبن والهوان وأبخس الثمن فضيع من لا غنى له عنه ولا عوض له منه واستبدل به من عنه كل الغنى أو منه كل العوض

بقلم: ابن القيم
213
دوران الإنسان حول نفسه | مرابط
فكر

دوران الإنسان حول نفسه


من سمات العصر عند كثير من الناس دوران الإنسان حول نفسه وتعليق نجاحه على شهرته أو بروز ذاته بين مجتمعه والشعور بأنه في معركة لتحقيق ذاته وكأن الذات شيء متردد بين الوجود والعدم ويجب خوض الصراع لإثباته عن طريق التمرد على المحيط والتفرد في الشكل والأفكار ومسار الحياة!

بقلم: د. طارق عنقاوي
300
تحريم الخمر بين وازع السلطان ووازع الإيمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

تحريم الخمر بين وازع السلطان ووازع الإيمان


مقتطف من كتاب لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة للأستاذ محمد قطب يقارن فيه بين المجتمع المسلم الأول والدول المعاصرة فيما يخص تحريم الخمر والفارق الشاسع بين الاستناد إلى الوازع الإيماني داخل الناس وبين اللجوء فقط إلى وازع السلطان والقانون في التحريم والتحليل

بقلم: محمد قطب
464
لا تقترح .. بل انطرح | مرابط
مقالات

لا تقترح .. بل انطرح


نعم من نظر إلى الكون من حوله فرآه مملكة صاغرة خاضعة في قبضة ملك عظيم مهيمن يدبر أمره بحكمة وإحكام لا يعجزه شيء ولا يخفى عليه شيء كل من فيه له عبيد ولا يكون في ملكه وسلطانه إلا ما يريد سكنت نفسه واطمأن قلبه وهنأ عيشه واستعذب مرارة الحياة وتذوق الحياة بمذاق عجيب لا يعرفه إلا من جربه!!

بقلم: د. جمال الباشا
1214
القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط | مرابط
المرأة

القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط


هؤلاء الكتبة رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في اختلاط الرجال والنساء في المطاف والطريق ولم ينكر ذلك وهو اختلاط في زمن يسير عارض فجاء هؤلاء وقاسوا على ذلك مشروعية الاختلاط في التعليم والعمل وهو اختلاط مكث في زمن يطول وأهدروا اعتبار الفارق بين الزمن اليسير والزمن الكثير بين الاختلاطين.. وهذا قياس فاسد وشبهة رائجة بين يديكم رد مفصل عليها.

بقلم: إبراهيم السكران
301
لماذا الهجوم على الحجاب ج1 | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات المرأة

لماذا الهجوم على الحجاب ج1


إن الله يريده مجتمعا إسلاميا طاهرا نقيا فيه الفضائل وتحارب فيه الرذائل فليس لها مكان في ظل مجتمع يؤمن بالله ورسوله ويسعى لتنفيذ حكم الله ورسوله والله عز وجل خلق العباد وهو أبصر بهم ويعلم ما في نفوسهم وما يصلح لهم ولذلك حرم الزنا وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين وأوجب الحجاب وفرض حد القذف وحد الزنا وشرع الزواج وأكد عليه ففتحت الشريعة طرق العفاف وسدت طرق الشر والرذيلة

بقلم: محمد صالح المنجد
2521