معرفة مذهب السلف

معرفة مذهب السلف | مرابط

الكاتب: شيخ الإسلام ابن تيمية

560 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ومن المعلوم: أن مذهب السلف إن كان يعرف بالنقل عنهم فليرجع في ذلك إلى الآثار المنقولة عنهم وإن كان إنما يعرف بالاستدلال المحض بأن يكون كل من رأى قولا عنده هو الصواب قال: " هذا قول السلف لأن السلف لا يقولون إلا الصواب وهذا هو الصواب " فهذا هو الذي يجرئ المبتدعة على أن يزعم كل منهم: أنه على مذهب السلف فقائل هذا القول قد عاب نفسه بنفسه حيث انتحل مذهب السلف بلا نقل عنهم بل بدعواه: أن قوله هو الحق.

وأما أهل الحديث: فإنما يذكرون مذهب السلف بالنقول المتواترة يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب كما سلكناه في جواب الاستفتاء.

فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين: أحدهما: أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم ومن روى ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة. والثاني: أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره. فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعل أهل البدع.

 


 

المصدر:

ابن تيمية، مجموع الفتاوى 4/152

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-تيمية #السلف-الصالح
اقرأ أيضا
تتبع زلات العلماء | مرابط
مقالات

تتبع زلات العلماء


من قصص الانتكاسات التي قد نسمعها في المرحلة القادمة -مع الأسف-: قصص الشباب الذين انشغلوا في بداية طريقهم العلمي بتتبع زلات العلماء والدعاة والطعن فيهم إذ إن نهاية هذا الطريق واضحة وعاقبته على القلب والروح معلومة بينة. وإني والله لأشفق على الشاب الذي يرى الطريق الصحيح المستقيم الموصل إلى الله أمامه ثم يصر على ركوب الطريق الوعر الموحش بل ويهزأ بمن يدعوه إلى هذا الطريق والله المستعان.

بقلم: أحمد يوسف السيد
743
يا شباب العرب | مرابط
مقالات

يا شباب العرب


ويقولون: إن الأمر العظيم عند شباب العرب ألا يحملوا أبدا تبعة أمر عظيم ويزعمون أن هذا الشباب قد تمت الألفة بينه وبين أغلاطه فحياته حياة هذه الأغلاط فيه وأنه أبرع مقلد للغرب في الرذائل خاصة وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصورا في طعامه وشرابه ولذاته ويزعمون أن الزجاجة من الخمر تعمل في هذا الشرق المسكين عمل جندي أجنبي فاتح ويتواصون بأن أول السياسة في استعباد أمم الشرق أن يترك لهم الاستقلال التام في حرية الرذيلة

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
1119
افهم حاجتك لرمضان | مرابط
مقالات

افهم حاجتك لرمضان


افهم حاجتك لرمضان في أول الشهر عسى أن تنفض عنك الكسل. فاذكر أن الله قد خلق الإنسان ضعيفا يذنب ويغلبه الهوى والشيطان والنفس. ثم رحم الله المؤمنين ومن عليهم بأعمال إذا عملوها محيت جميع خطاياهم إلا الكبائر فإنما تمحى بتوبة تخصها. وأما بقية الخطايا كلها وهي أكثر تفريط ابن آدم فتمحى بتلك الأعمال. ومن الله على المؤمنين بأن جعل هذه الأعمال هي: واجبات الدين العظمى

بقلم: خالد بهاء الدين
376
الليبرالية الاستئصالية الجزء الثاني | مرابط
فكر الليبرالية

الليبرالية الاستئصالية الجزء الثاني


مقال تفصيلي يسير بشكل موجز بين أروقة التاريخ ليحدثنا عن الليبرالية الاستئصالية التي ترفع شعار الحرية والمساواة ولكنها على أرض الواقع أبعد ما يكون عن شعاراتها ومبادئها هنا سترى الليبرالية منذ بداياتها مراحل الضعف والانهزام أمام الاشتراكية ثم انهيار الأخيرة وصعود موجات الليبرالية وبداية حقبة جديدة تمتد موجاتها إلى عالمنا الإسلامي

بقلم: إبراهيم بن محمد الحقيل
2229
الحداثيون والشاطبي | مرابط
فكر مقالات

الحداثيون والشاطبي


الواقع أن الشاطبي وموافقاته ومقاصده لم يكن هو الحافز الحقيقي المحرك لهم لهذه التأويلات الفقهية لأحكام الشريعة التي ينشرونها وإنما هي آراء تلقوها من الفكر الغربي الحديث ولهم فيها هوى عظيم ثم بحثوا في التراث الإسلامي عن تأصيل لها فرأوا الشاطبي يؤكد على المقاصد العامة والضرورات الكبرى فصارت لهم شبهة تركبت مع هواهم فصاروا يذكرون الشاطبي وينوهون به ويشيدون بعبقريته وحذاقهم يعلمون جيدا التناقض بين موافقات الشاطبي والتغريب الفقهي

بقلم: إبراهيم السكران
378
المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية | مرابط
فكر

المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية


أجمع العقلاء بعد ما بلوا هذه المدنية المادية وابتلوا بها أنها قد أفلست في إسعاد البشرية وذهبوا في تعليل ذلك مذاهب شتى أقربها إلى الصواب أن تلك المدنية إنما أفلست لأنها فقدت أهم العناصر للوصول إلى هذه الغاية وهو العنصر الروحي أو عنصر الدين فالمدنية إن لم تنتظم هذا العنصر فلن تصل إلى غايتها أبدا ذلك أن الدين يطهر النفوس من الأدران والأضغان ويكسر شرة الأطماع ويحرم التطاول والطغيان ويزيل الفوارق بين الأجناس والألوان وينظم العلاقات بين الأفراد والجماعات ويقيمها على أسس العدل والمحبة والتعاون

بقلم: أبو الوفا المراغي
7647