مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور

مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور | مرابط

الكاتب: م أحمد حسن

801 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

اعتماد الاعتراض الإلحادي بالنسبة لوجود الشر في العالم على افتراض مسبق لدى الملحد في أن البشر لا ينبغي أن يتألموا أو يُنبذوا أو يموتوا جوعًا أو ظلمًا، لكن الصادم هنا (للملحد طبعًا) هو أن آلية الانتخاب الطبيعي التطورية نفسها The Evolutionary Mechanism of Natural Selection تعتمد بصورة أساسية على القتل والإفناء والعنف من جانب القوي تجاه الضعيف! بل ويُعد هذا الأمر -وفقا لمنهج الإلحاد المادي والتطور- طبيعيًّا تمامًا، وهنا المفارقة والسؤال:

على أي أساس يحكم الملحد على الواقع في عالمنا الطبيعي بأنه ظالم أو مُجحف أو غير عادل على نحو لا ينبغي له أن يكون عليه؟

إن حُكم الملحد هنا لا يُترجم إلا لجوءه إلى شيء (أو جهة ما) غير طبيعية (أو فوق طبيعية، أو ما وراء الطبيعة) ليستمد منها مثل هذا الاعتراض على الطبيعة!

فاعتراضه على وجود الشر هو نفسه تمرد على الطبيعة التي (من المفترض) أنه ينتمي إليها ولا يعرف إلا مفرزاتها (والتي لا تشجع إلا الشر والظلم والألم كآلية للتطور أو النشوء والارتقاء)

لا يمكن للملحد طلب العدل في مقابل الظلم مثلًا إلا إذا كان لديه مسبقًا مصدر يوجب على المخلوقات كيف تعيش ليحتكم إليه وعليه يقيس، ومن هنا: فلا يوجد أي منهج أو فكر إلحادي أو لا ديني عمومًا فيه مثل هذا الوجوب أو الإلزام المُسبق، فحيث لا خالق لا يوجد افعل ولا تفعل.

كل شيء سيصير نسبيًّا حسب حاجة كل فرد لضمان بقائه ولو على حساب ظلم أو هلاك الآخرين (وهذا مطعن آخر في كيفية ظهور أخلاقيات التضحية والإيثار من رحم التطور)

 


 

المصدر:

م. أحمد حسن، أسس غائبة: 25 مسألة في مشكلة الشر، ص124

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مشكلة-الشر #الإلحاد
اقرأ أيضا
مستقبل الثقافة وماضيها | مرابط
مقالات

مستقبل الثقافة وماضيها


إن هذا الجيل الجديد من أبنائنا واقف في مفترق طرق لا يدري أيها يسلك وقد فتح عينيه على زخارف تستهوي من الثقافة الغربية وقد أصبحت هذه الثقافة أقرب إلى عقله وذوقه لما مهد أهلها ودعاتها من المسالك إلى النفوس ولما تنطوي عليه من المغريات والمعاني الحيوانية ولما فيها من موجبات التحلل والانطلاق ولما تزخر به من الشهوات وحظوظ الجسد ولما يشهد لأهلها من شهود العلم وهو يفتح عينيه كل يوم منها على جديد.

بقلم: البشير الإبراهيمي
309
الآثار السلبية للانفلات من الشريعة | مرابط
فكر مقالات المرأة

الآثار السلبية للانفلات من الشريعة


فبأي ذنب يتم إسقاط ملايين الأجنة سنويا بعمليات الإجهاض التي تسببت بها علاقات غير شرعية وإذا كانت الروح قد نفخت في كثير من هذه الأجنة فبأي ذنب قتلت أليس لهذا الجنين حق الحياة أم أن حرية الشهوة مقدمة وإدا كان مصير هذه الأرواح البريئة القتل والإزهاق فلماذا يتم تسهيل العلاقات التي تسببت في تكوينها من الأصل

بقلم: أحمد يوسف السيد
459
النسوية من الفكر إلى العرف | مرابط
النسوية

النسوية من الفكر إلى العرف


النسوية لم تعد فكرا لقد تحولت إلى عرف في كثير من المجتمعات وهذه أخطر مراحل تطور الأفكار أي أنها لم تعد تؤثر في المثقفين لقد تحولت إلى نمط عيش أغلب المجتمعات المسلمة

بقلم: د. حامد الإدريسي
350
النص مقدس والفهم غير مقدس | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

النص مقدس والفهم غير مقدس


هذه المقولة تتخذ في الواقع أشكالا متعددة من التعبير لكنها تتحد في المضمون كقولهم مثلا النص مقدس ولكن فهمه غير مقدس أو يجب المحافظة على مسافة بين النص وبين قارئ النص أو فهمك للنص ليس هو النص أو غير ذلك من التعبيرات وهي إطلاقات تسعى للمحافظة على نوع قدسية للنص يمكن من خلال إطلاقها المجمل تسريب بعض المضامين ولذا فإن هذه المقولة تمثل واحدة من أشهر الشبهات حضورا في الخطاب العلماني العربي بل يمكن عدها الشبهة المركزية التي يدور عليها هذا الخطاب

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2353
المرأة المسلمة ج2 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة المسلمة ج2


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رغم صغر سنها يوم دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين كما في الصحيح وتوفى عنها وعمرها 18 سنة ومع ذلك فقد كانت أنموذجا للحفظ والضبط والعلم حتى إنها حفظت للأمة خيرا كثيرا وقال أبو موسى -رضي الله عنه وأرضاه-: ما سألنا عائشة رضي الله عنها عن شيء إلا وجدنا عندها منه علما فهي معلمة الرجال

بقلم: سلمان العودة
530
الإلحاد نفق مظلم | مرابط
فكر الإلحاد

الإلحاد نفق مظلم


أفكار الإلحاد ما هي إلا أفكار متسلسلة تقود باتجاه واحد وذلك بعكس ما يحاول الملاحدة إظهاره حتى يختلط على المتشكك الفرق بين حرية الملحد في تصرفاته اليومية مع حرية فكره وتعدد خياراته والحقيقة هي أن للملحد أن يفعل ما شاء وقتما شاء ولكن عقله يظل دائما داخل ذلك النفق المظلم

بقلم: سامي أحمد الزين
625