قاعدة الخمس ثواني ج2

قاعدة الخمس ثواني ج2 | مرابط

الكاتب: علي محمد علي

355 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

قاعدة الخمس ثوان

المؤلفة كانت تمر بحالة من الإحباط والفشل بعدما تركت عملها وفشلت في الحصول على عمل جديد.. كما أن زوجها تعثّر في عمله الخاص وأصبحا مديونين وزواجهما مهدد بالفشل مع وجود أطفال.. كانت فترة سيئة لدرجة أنها لم تكن تستطيع الاستيقاظ صباحا كنوع من الهروب من الواقع السيئ.. وهذا الهروب بالطبع كان يزيد الأمور سوءًا.

 

فصارحت نفسها أنها لو أرادت تغيير هذا الواقع السيئ فعليها على الأقل أن تستيقظ باكرًا لتؤدي مسؤولياتها. ألهمها مشهد العد العكسي لانطلاق صاروخ رأته على التليفزيون.. وقالت أنها بدءًا من الغد بمجرد ما أن يرن المنبه سوف تعد عدًا عكسيًا من رقم 5 حتى 1، وبعدها تنطلق من على السرير مثلما انطلق الصاروخ من على منصة الإطلاق.

 

وبالفعل اليوم التالي بمجرد أن رن المنبه.. عدت عكسيًا: 5.. 4.. 3.. 2.. 1.. انطلق! وقامت من على السرير فورًا تقول أنها كانت المرة الأولى من شهور طويلة التي تنجح فيها في النهوض من على السرير فعلا بمجرد ما أن سمعت رنين المنبه، واستمر معها ذلك بنجاح بعدها.

 

السر في فكرة العد العكسي هي أنها خدعة نفسية تمنع بها مخك من الاسترسال في الأفكار التي تجعلك متردد أو تمنعك من الفعل.. لأنك كلما أعطيت مخك فرصة أكبر ليختلق الأعذار فغالبًا سينجح فعلًا في اختلاق أعذار تمنعك أو حتى يؤخرك عن الفعل بشكل يضرك!

 

بدأت المؤلفة بعدها في استخدام هذه القاعدة البسيطة في أمور حياتها الأخرى.. من تلك الأمور مثلًا أنها كانت تعرف أن عليها محادثة أشخاص من معارفها القدامى تسألهم عن فرص عمل متاحة لها.. لكن مشاعر الإحراج والتوتر كانت تمنعها دائمًا من الاتصال.. فبدأت حينها بمجرد ما أن تتذكر اسم شخص يمكنه مساعدتها -وقبل أن يسترسل مخها في الأفكار والمشاعر التي تمنعها- تعد عكسيًا 5.. 4.. 3.. 2.. 1.. انطلق. وتمسك الهاتف وتتصل فورًا.وبغض النظر عن انتهاء المكالمة بإيجاد قرصة عمل أو لا.. ما يهم أنها استطاعت إجراء المكالمة بعدما كانت تعجز عن هذا لشهور طويلة!

 

بدأت ظروف المؤلفة في التحسن مع الوقت وبدأت تستعيد النجاح في حياتها بالتدريج.. كما بدأت في مشاركة هذه الحيلة البسيطة مع غيرها من الناس وكانت تسمع منهم ردود إيجابية عن نجاح قاعدة الخمس ثواني تلك معهم، لدرجة أن بعد فترة قررت كتابة كتاب عن الموضوع.

 

أرى أن هذا الأسلوب البسيط يمكن أن ينجح مع كثير من الناس فعلًا.. حتى لو لم ينجح في كل الأمور.. فوارد جدًا أن ينجح معك في عدة أمور مهمة. وهذا كافٍ جدأ خاصة أنه أسلوب بسيط للغابة ولا يحتاج لمجهود.

 

عندي نصيحتين قد يزيدا من فرص نجاح قاعدة الخمس ثوان معك:

النصيحة الأولى.. أنصحك بأن تبدأ العد من 3 لا من 5.. صحيح أن هذا سيغير اسم القاعدة تمامًا لكن لا مشكلة.. فأنا أرى أن خمس نوانٍ فترة طويلة بما يكفي لأن تسمح لمخك بالبدء في اختلاق الأعذار.. أو على الأقل هذا هو ما حدث معي ومع بعض الناس ممن جربوا هذا الأسلوب.. عد: 3..2..1 وقل أي كلمة تستفزك للحركة مثل.. انطلق.. يلا.. هويا.. أو أي شيء كهذا

 

النصيحة الثائية.. من مصلحتك أن ينجح معك هذا الأسلوب البسيط لأنه سيساعدك على الإنجاز والتنغيير. فساعد نفسك على نجاحه! إن أردت البحث عن عذر لتقول جربته ولم ينفع لتبرر لنفسك الاستمرار على حالك فأنت الخاسر.. المؤلفة باعت الكتاب وحققت الأرباح بالفعل! لا أطلب منك أن تضحك على نفسك.. لكن أقول لك جرب ولديك الرغبة في نجاح الأسلوب لا الرغبة في إثبات فشله.. ففي النهاية لن يستفيد أحد أو يخسر سواك!

 

قبل عرض بعض الأمثلة للتطبيق.. دعني أأكد أنك يجب أن تستخدم هذه القاعدة فقط عندما يكون الفعل الذي تود القيام به في مصلحتك ومفيد لك لكن مزاجك أو مشاعرك ضد الفعل. بمعنى أن تكون في حالة اختيار ما بين أن تقوم بشيء في مصلحتك وبين ألا تقوم به. لكن إن كنت محتارا بين أمرين لا تعرف أيهما في مصلحتك فهذه القاعدة لن تساعدك وليست مناسبة للموقف.

 

هنالك 3 أنواع من الأفعال التي قد تساعدك القاعدة في إنجازها:

النوع الأول: مواجهة الكسل

مثل الاستيقاظ من النوم -ووضحنا هذا سابقًا- أو ممارسة الرياضة.. لو كنت تخطط لعمل تمارين معينة لكن وقت التنفيذ شعرت بالكسل وعدم الرغبة وبدأ مخك في اختلاق الأعذار اقطع عليه الطريق فورا: 3..2..1.. وانطلق. قم بأي شيء ولو مجرد أن تقوم من مكانك البس ملابس وحذاء التمارين.. لا زلت تشعر بالكسل؟ ابدأ 3..2..1 واخرج من باب البيت، وهكذا...

 

النوع الثاني: مواجهة التسويف والمعاطلة

أثناء تحضير نص هذا الكتيب.. كانت نفسي تقول لي: "يكفي ما كتبته اليوم" قم نم وأكمل غدًا، لكنتي أعرف أن من مصلحتي إكمال النص لأضمن نشر الحلقة في موعدها. فكنت بسرعة أقول: 3.. 2.. 1..انطلق. وافتح المؤقت الذي استخدمه في العمل وأبدأ جلسة عمل جديدة لمدة ربع.. وعادة ما كنت أنجز خلالها قدرا جيدا من النص والحمد لله.

يإمكانك أن تفعل هذا أنت أيضًا.. إن وجدت نفسك مترددا وليس لديك مزاجا للعمل رغم معرفتك أن مصلحتك وما يفيدك هو أن تبدأ في الحال.. لا تدع لمخك فرصة لاختلاق الأعذار.. قم فورًا بتشغيل مؤقت على هاتفك أو على الكمبيوتر لمدة ربع ساعة وابدأ عمل لهذه المدة فقط. وقرر بعدها.. لا تستسلم لمشاعرك من أول مرة!

 

النوع الثالث: مواجهة التردد وضعف الثقة بالنفس

قد تكون في اجتماع مثلًا وعندك فكرة جيدة لكنك تتردد في الكلام وتخاف ألا تعجبهم فكرتك.. لا تسمح لمشاعرك بالسيطرة عليك.. بسرعة عِد: 3-... وتكلم ! ستندم أكثر لو سبقك بالكلام شخص آخر واقترح نفس فكرتك أو فكرة شبيهة.

 

إن كان هناك مكالمة مهمة عليك أن تجريها لكن الموضوع ثقيل على نفسك أو مُحرج عد: 3..2..1.. واتصل! تذكر أن المشاعر السلبية التي نشعر بها قبل الفعل عادة ما تكون مبالغ فيها بدون داع. طالما العقل يقول أن هذا الفعل في مصلحتك. تجاهل مشاعرك.. مشاعرك ستتغير عندما تبدأ بالفعل.

 

معظم البشر عندما يسترجعون الماضي بندم.. غالبًا يكون ندمهم على الأمور التي لم يفعلوها أكبر من ندمهم على الأمور التي فعلوها. خاصة عندما يكتشفون أنه لم يكن هناك مانع حقيقي يمنعهم من الفعل.. وأن الفعل كان في نطاق قدراتهم لكنهم استسلموا لمشاعرهم السلبية وحرموا أنفسهم من إنجاز ما يستحق الإنجاز في الحياة.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#قاعدة-الخمس-ثوان
اقرأ أيضا
الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي


إن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي لن يهزم قضية الحرية فقط في الأماكن التي يفرض فيها بل هو سيميل أيضا إلى هدم الحرية في قاعدتها الوطنية وإن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي يحتاج إلى العضلات العسكرية الضخمة لتنتشر في الأرض المعادية

بقلم: ريتشارد كوك وكريس سميث
490
دلالة الاختراع | مرابط
اقتباسات وقطوف

دلالة الاختراع


من أعظم الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى دلالة الاختراع التي تشير إلى وجود خالق أو مخترع لهذا الكون الضخم المتناسق على الرغم من دقة تفاصيله وتنظر إلى سلامة هذا الاختراع من أي نقص ويدخل في هذا وجود النبات والحيوان والإنسان والكواكب والأفلاك وغيرها

بقلم: ابن رشد
2203
خطر الكسل المعرفي | مرابط
مقالات ثقافة

خطر الكسل المعرفي


كثير من الشباب لديه كسل معرفي رهيب فتراه يبادر إلى تبني أفكار كثيرة بمجرد أن يسمع بكلمة دليل أو عقل!! ولو كلف نفسه بالبحث قليلا أو بسؤال عدد من أهل الخبرة لأدرك بأن كثيرا مما يسمى دليلا وعقلا هو مجرد كلام فارغ لا قيمة له.

بقلم: د. سلطان العميري
490
فضيلة شهر شعبان | مرابط
تفريغات

فضيلة شهر شعبان


فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بشهر شعبان ما لا يهتم بغيره ولهذا روى النسائي والإمام أحمد من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله رأيتك تكثر من صيام شعبان أكثر من صيامك شهر رجب فقال: صلى الله عليه وسلم: ذاك شهر بين رجب ورمضان وهو شهر تغفل الناس عنه وهو شهر أحب أن أصوم فيه وهو شهر ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم

بقلم: عبد الله بن ناصر السلمي
334
فن أصول التفسير ج6 | مرابط
تفريغات

فن أصول التفسير ج6


وبعض المتصوفة وذكره عنهم أبو عبد الرحمن السلمي قالوا: والبيت المعمور الطور:4 هذا والله قلب رسول الله قد عمره الله بالطاعة وهذا المعنى صحيح بلا خلاف لكن هل المراد بالبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم نقول: لا لا علاقة بين هذا المعنى المذكور وبين الآية فالمعنى المذكور من حيث هو صحيح لكن الآية لا تدل عليه بأي وجه من الوجوه ولهذا يعتبر هذا من التفسير الإشاري الخطأ الذي لا يقبل

بقلم: مساعد الطيار
716
صفحات تاريخية مشرقة من سيرة القائد ألب أرسلان | مرابط
تاريخ

صفحات تاريخية مشرقة من سيرة القائد ألب أرسلان


وضع السلطان ألب أرسلان نصب عينيه تحقيق هدفي السلاجقة وهما: التوسع باتجاه الأراضي البيزنطية وطرد الفاطميين من بلاد الشام والحلول مكانهم ثم استخلاص مصر منهم وقد أثاره احتمال تقارب بين البيزنطيين والفاطميين فحرص على أن يحمي نفسه من بيزنطة بفتح أرمينية والاستقرار في ربوعها قبل أن يمضي في تحقيق الهدف الثاني وهو مهاجمة الفاطميين

بقلم: علي محمد الصلابي
353