ابتسامة عفوية

ابتسامة عفوية | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

389 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

اليوم ابتسامة عفوية، وغدًا مجاملة رقيقة في مناسبة أو ما شابه، ثم مصافحة بريئة، يتبعها لقاء عابر (في حدود الأدب طبعًا، وفي مكان مفتوح بكل تأكيد).. ثم يأتي التعلّق القلبي، وتأتي المرأة تشتكي أنها مغلوبة على أمرها، ولا تملك لقلبها شيئًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن العارف لطبيعة النفس البشرية لا يقول مثل هذا الكلام -في الصورة- أبدًا؛ فالنفس تألف الشيء مع تكراره، وإن ألفته نزعت عنه الحياء، وما إن تنتهي هذه الخطوة حتى تأتي التي تليها.

وهذه هي خطوات الشيطان؛ تزلّ المرأة وتخطو خطوتها الأولى = ثم تتبعها بالثانية، بنفس مبررات الابتسامة العفوية، إلى أن تجد نفسها في القاع.

أين فقه الواقع وأين سد الذرائع؟
بل أين حدود الإسلام التي أفنى العلماء أعمارهم في ترسيخها وتوصيلها؟
هل صار الذوق النسوي يغلب على كل شيء، حتى فتاوى الشيوخ؟
ألا يخشى أن تُحدث هذه الابتسامة أثرًا في القلب مع تكرارها وإلفها؟

إليك نماذج سريعة لكلام العلماء:

(1) منع العلماء أن يشمّت الرجل المرأة إذا عطست، قال ابن الجوزي: وقد روينا عن أحمد بن حنبل أنه كان عنده رجل من العباد، فعطست امرأة أحمد فقال لها العابد: يرحمك الله فقال أحمد رحمه الله: عابد جاه

(2) وقال ابن قدامة: ولو كان الماء بمجمع الفساق، تخاف المرأة على نفسها منهم، فهي عادمته.. بل لا يحل لها المضي إلى الماء.. أي أنها تتيمم.

(3) وقال أبو حامد الغزالي: ويجب أن يضرب بين الرجال والنساء حائل يمنع من النظر؛ فإن ذلك مظنة الفساد، والعادات تشهد لهذه المنكرات.

(4) ويقول ابن عبد البر: يجب على الإمام أن يحول بين الرجال والنساء في التأمل والنظر

(5) يقول القرطبي "وإذا سألتم أزواج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعًا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن"
هذا الكلام في زوجات الرسول، أمهات المؤمنين!

هذه هي حدود الإسلام، وهكذا حرص العلماء على سد الذرائع ومنع الفتن.. ولكننا اليوم في زمن النسونة؛ فأصبحنا نرى من الشيوخ من يجمّل الفتاوى ويُخرجها مناسبة للذوق النسوي السائد.

ولمزيد بيان حول مسألة الاختلاط وسد الذرائع: إليكم مقال الاختلاط بين زمانين: https://bit.ly/3WUnaZV
وحول مسألة الحذر من الفتنة: إليكم مقال لا يأمن البلاء من يأمن البلاء: https://bit.ly/3ZdtHQS


الإشارات المرجعية:

  1. (ابن مفلح، الآداب الشرعية ج2، ص341)
  2. (ابن قدامة، المغني، ج1، ص151)
  3. (إحياء علوم الدين، للغزالي، 3/ 43 - 44)
  4. (التمهيد، 9/ 124)
  5. تفسير القرطبي
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الاختلاط #ابتسامة-المرأة
اقرأ أيضا
أثر الإيمان في بناء الأمم ج1 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج1


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
476
الحداثة الداروينية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحداثة الداروينية


والحداثة الداروينية لها أثرها علي نسيج المجتمع وعلي منظوماته الحاكمة ولنذكر بعض الظواهر الاجتماعية السلبية المختلفة: تآكل الأسرة تراجع التواصل بين الناس الأمراض النفسية تزايد الإحساس بالاغتراب والوحدة والغربة ظهور الإنسان ذي البعد الواحد هيمنة النماذج الكمية والبيروقراطية علي الإنسان تزايد العنف والجريمة يعد قطاع السجون هو أسرع القطاعات توسعا في الاقتصاد الأمريكي

بقلم: عبد الوهاب المسيري
501
عمارة النفوس بالله | مرابط
مقالات

عمارة النفوس بالله


لقد جبلت النفوس البشرية على التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة لذلك جاءت آيات القرآن فجعلت الأصل في الخطاب الدعوي ربط الناس بالآخرة والتبع هو التأكيد على أهمية إعداد القوة هذه نزعة ظاهرة في القرآن والسنة ووصايا السلف.. ولكن للأسف جاءتنا خطابات دعوية مادية أرهقتها مواجهة التغريب فانكسرت وتشربت ثقافة الخصم ذاته وصارت منهمكة في تذكير الناس بالدنيا وجعلت التبع هو الآخرة.. خطابات لم تعد تستحي أن تقول مشكلة المسلمين في نقص دنياهم لا نقص دينهم! ولكن لا يزال ولله الحمد- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهد...

بقلم: إبراهيم السكران
306
الأعمال تشفع لصاحبها | مرابط
مقالات

الأعمال تشفع لصاحبها


الأعمال تشفع لصاحبها عند الله وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال تعالى عن ذي النون فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال له جبريل آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين.

بقلم: ابن القيم
423
ثمن الكرة الذهبية! | مرابط
فكر

ثمن الكرة الذهبية!


في لاعب مشهور اسمه زلاتان إبراهيموفتش ويقال أنه كان يستحق يفوز بالكرة الذهبية في وقت ما.. لكنه لم يفز بها.. اللاعب ده صرح بإن الكرة الذهبية لا يفوز بها إلا mr. nice guy .. ويقصد بها الأشخاص المرضي عنهم! .. ألا يذكرك هذا بصورة ميسي وهو يرتدي القبعة الصهيونية ويقف أمام حائط المبكى

بقلم: علي محمد علي
424
فن أصول التفسير ج8 | مرابط
تفريغات

فن أصول التفسير ج8


مهما جلسنا نستنبط من آيات الله سبحانه وتعالى ونذكر الفوائد والمسائل المتعلقة بالآيات فإننا يمكن أن نجلس من صلاة العشاء إلى الفجر في سورة واحدة ونحن نستخرج هذه الفوائد والنفائس ولا شك أن هذا مما يدل على عظمة القرآن ومجده لأن الله سبحانه وتعالى وصفه بالمجد فهو مجيد في ألفاظه ومجيد أيضا في معانيه ومجد المعاني أي: أن معانيه متسعة

بقلم: مساعد الطيار
675