إضاءة في سبيل العلم وطلبه

إضاءة في سبيل العلم وطلبه | مرابط

الكاتب: د. طلال الحسان

1244 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العلم فتح من الله، ومن أعظم أسباب هذا الفتح؛ الافتقار إلى الله والتضرع بين يديه.  

هل جرّبت يا طالب العلم قبل كل كتاب تقرؤه، أو درس تحضره، أو مادة تسمعها؛ أن تتضرع إلى الله، وتسأله أن يبارك لك في هذه القراءة وهذا الدرس، وأن يفتح على قلبك، وأن ييسر لك سبيل العلم النافع، وأن لا يكلك إلى نفسك، وأن يجعل ذلك كله سبيلًا إلى رضوانه.

إنك إن فعلت ذلك فتح الله عليك وظفرت ببغيتك بإذن الله، قال ابن القيم: (ولا ظَفِرَ من ظفر بمشيئة الله وعونه إلَّا بقيامه بالشُّكر وصدق الافتقار والدُّعاء). (1)

وإذا منّ الله عليك بالاستفادة بالمقروء، وانتفعت بما سمعت، وآنست من نفسك الزيادة من العلم والفقه؛ فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر يحب الله أن يراه من عبده، ألا وهو مقام الشكر، فأكثِر من شكر الله وحمده، فالشكر بوابة المزيد، قال أبو حنيفة: (إنما أدركت العلم بالحمد والشكر، فكلمّا فهمت شيئاً من العلوم، ووقفت على فقه وحكمة؛ قلت: الحمد لله تعالى، فازداد علمي). (2)

ومن جعل هذا دأبه وعادته في طلب العلم وحضور الدروس والقراءة؛ قطع مسافات في طريق العبودية، وحقق مقصد العلم الأعظم وهو انكسار القلب وافتقاره إلى ربه وفُتحت له أبواب من التوفيق والهداية على مصراعيها. (ولا ريب أن من وُفِّق لهذا الافتقار علمًا وحالًا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أُعطي حظّه من التوفيق، ومن حرمه فقد مُنع الطريق والرفيق). (3)


الإشارات المرجعية:

  1. الفوائد (١٤٢) 
  2. تعليم المتعلم للزرنوجي (٣١)
  3. إعلام الموقعين(٣٤/٥).
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#طلب-العلم
اقرأ أيضا
في الفرق بين الحكم والفتوى | مرابط
فكر

في الفرق بين الحكم والفتوى


تخيل أن تذهب إلى شيخمفتي في عام 2000م فتسأله عن حكم ارتداء قميص عليه ألوان قوس قزح أو جعلها شعارا لشركتك أو متجرك. ثم تذهب لنفس المفتي في عام 2022 م لتسأله نفس السؤال. ثم يشاء الله أن تنحسر الغمة قبل عام 2040م أو أن يتغير شعارها وينفصل تماما عن قوس قزح فتذهب لنفس المفتي- أطال الله بقاءه وبقاءك- فتسأله نفس السؤال.

بقلم: معتز عبد الرحمن
259
خطورة اللسان | مرابط
تفريغات اقتباسات وقطوف

خطورة اللسان


وبعض الناس وهم يضحكون في مجالسهم يريدون النكات لكي يضحكون وقد تمس رسول الله أو الصلاة وقد تمس الإمام الذي يقرأ القرآن وتضحك الناس من أمر من أمور الدين هذا خطر كبير يقع فيه كثير من المسلمين الذين يرجون خيرا ويرجون الله سبحانه وتعالى ولا يلقون للكلمة بالا

بقلم: عمر الأشقر
432
مستقبل الثقافة وماضيها | مرابط
مقالات

مستقبل الثقافة وماضيها


إن هذا الجيل الجديد من أبنائنا واقف في مفترق طرق لا يدري أيها يسلك وقد فتح عينيه على زخارف تستهوي من الثقافة الغربية وقد أصبحت هذه الثقافة أقرب إلى عقله وذوقه لما مهد أهلها ودعاتها من المسالك إلى النفوس ولما تنطوي عليه من المغريات والمعاني الحيوانية ولما فيها من موجبات التحلل والانطلاق ولما تزخر به من الشهوات وحظوظ الجسد ولما يشهد لأهلها من شهود العلم وهو يفتح عينيه كل يوم منها على جديد.

بقلم: البشير الإبراهيمي
322
الاجتماع بالأصحاب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاجتماع بالأصحاب


وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة وإما للقلب والنفس المطمئنة والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين والطيبين للطيبات وعكس ذلك

بقلم: ابن القيم
403
البحث عن مصدر القرآن الكريم ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات تعزيز اليقين

البحث عن مصدر القرآن الكريم ج1


نعم إنها لعجيبة حقا: رجل أمي بين أظهر قوم أميين يحضر مشاهدهم -في غير الباطل والفجور- ويعيش معيشتهم مشغولا برزق نفسه وزوجه وأولاده راعيا بالأجر أو تاجرا بالأجر لا صلة له بالعلم والعلماء يقضي في هذا المستوى أكثر من أربعين سنة من عمره ثم يطلع علينا فيما بين عشية وضحاها فيكلمنا بما لا عهد له به في سالف حياته وربما لم يتحدث إلى أحد بحرف واحد منه قبل ذلك ويبدي لنا من أخبار تلك القرون الأولى مما أخفاه أهل العلم في دفاترهم وقماطرهم.

بقلم: محمد عبد الله دراز
299
إياك والأوهام! | مرابط
مقالات

إياك والأوهام!


خلقت قوى النفس مطيعة للأوهام وإن كانت كاذبة حتى إن الطبع لينفر عن حسناء سميت باسم اليهود إذ وجد الاسم مقرونا بالقبح فظن أن القبح أيضا ملازم للاسم ولذا تورد على بعض العوام مسألة عقلية جليلة فيقبلها فإذا قلت هذا مذهب الأشعري أو الحنبلي أو المعتزلي نفر عنه إن كان يسيء الاعتقاد فيمن نسبته إليه

بقلم: عبد الله القرني
335