كيف أبدأ ..؟

كيف أبدأ ..؟ | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

386 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

نورُ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها..

 

والله لا أستطيع إحصاء الرسائل التي تأتيني يوميا: 

 

كيف أبدأ في حفظ القرآن، ولماذا، ومتى، وأين، ومع مَن؟ 
كيف أبدأ في طلب العلم؟ ما المراحل والخُطط والكتب والطبعات وكيف أدرس وأحفظ وأُراجِع؟ 
كيف أبدأ في الرياضة.. كيف أُنقص وزني؟ 
كيف أربي  أولادي ومتى وأين؟ 

 

يسألون عن كل تفصيلية، كل مرحلة، كل عائق، كل وسيلة.. ويُكررون السؤال، فإن انتهينا من (سلسلة الأسئلة) يبدأ في طرح إشكالات: فإن حصل كذا.. فماذا؟ ولو كذا فماذا؟ كل ذلك دون أن يبدأ فعليًا، قبل أن يخطو خطوة..  و أعرف كثيرا جدا من الشباب منذ سنواتٍ لم يسألوا في [داخل العلم] ومسائله، بل يكتفون بالسؤال [من الخارج] ((عن العلم وخُططه وبرامجه ومراحله وكتبه ونُسخه .. وكيف أبدأ، وكيف أستمر ..)) 

 

يريد قبل أن يبدأ خطة شافية كافية تامّة تأخذه من المَهد إلى اللّحد ! ولا يدري أن كل إنسانٍ إنما يكتب خُطتَه لنفسه بيده حينما يبدأ فعليًا في العمل على الأرض  بعد طريقٍ من العمل والتجربة والسعي والصواب والخطأ 

 

باختصار: من ينوي العملَ تكفيه إشارة وتوجيه لينطلق ثم يعرف التفاصيل شيئا فشيئا بقدر ما يحتاجه في كل مرحلة، وكلُّ طريق يسلكه يُسلّمُ لما بعده تلقائيا، ومن يُماطِل فلن تكفيه خُطط الدُّنيا لأنه ((مُماطِل)) وهذا هو عملُه، وسيبقى يخترع حُججا لعدم البدء: إما ضعف التصور أو ضعف الأدوات أو قلة الإمكانات أو عدم الجو المناسب إلى أن ينتهي عمره وهو ما يزالُ يُخطط!

 

ابدأ واستعن بالله

ويكفي أنك تسعى، يكفي أنك مشغولٌ عن الشرّ وسيظهرُ لك نُور الطريق عندما تبدأ في السَّير فيه، وهذا ما عِشتُه بنفسي:

 

كم مرةً أكون في موقفٍ (أريد أُلقي كلمةً أو نصيحةً أو درسًا أو دورةً أو أمرًا بمعروف أو الصلاة بسورة طويلة بالناس في التراويح) ويُصيبني خوفٌ، وتردّدٌ، وقلقٌ وتُحدّثني نفسي كثيرا  بعدم الإقدام، وأختلاق الأعذار للهروب، وتُخوِّفُني من الخطأ والإخفاق= ومَا أن أكسر حاجز القلق باسم الله والدّعاء والفقر إليه من كل وجهٍ إلا وينطلق لساني وبدني في العمل بما لم أكن أتصور من الفتح

 

ثم يكون ذلك العملُ بوابةً لسلسلة أعمال لم تكن تخطر على بالي، ولم يكُن عندي أدواتُها فتجتمع شيئا فشيئا.

 

فعلمتُ:

  • أن نورَ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها
  • وأن أعظم ما تجنيه من الإقدام كسرُ الحاجز الوهمي الذي يمنعك من ظهور قدراتِك، ويحبس مواهبَك ويُعطّل إمكاناتك
  • وأن الخَيرَ الذي تشرعُ فيه هو بوابةٌ لخيرٍ جديد
  • وأن أسوأ احتمالات الإقدام خيرٌ ألف مرة من راحةِ الهروب من المسؤولية
  • وأن النفس إنْ رأتْ مِنك الجِدَّ طاوَعتْك، وإن تهاونتَ معها فهي أمّارةٌ بالسوء
  • وأنّ إرادةً تتعثّرُ في طريق الخير أفضلُ من عزيمةٍ استحكمتْ في الرجوع عنه
  • وأنّ الله يزيدُ الذين اهتدوا هدى
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تبدأ
اقرأ أيضا
دور محمد علي الجزء الأول | مرابط
تاريخ مقالات

دور محمد علي الجزء الأول


لقد لعب محمد علي دورا بارزا في إحكام السيطرة على الحالة الإسلامية في مصر وفي العالم الإسلامي بشكل عام عندما استطاعت فرنسا أن تحتويه وتوفر له كل الإمدادات اللازمة حتى يحقق أهدافها في بلادنا وكان على رأس هذه الأهداف الانفصال عن الدولة العثمانية والمساهمة في إضعافها بشتى الطرق والهدف الهام الثاني هو بداية التغريب وسحق الروح الإسلامية المتبقية وفي هذا المقال يقف بنا المؤلف على محاور هذا الموضوع كلها وما يتفرع عنها وما نتعلمه منها من دروس الهدف هنا أن ندرك ما حدث في بلادنا حتى نفهم كيف وصلنا إلى...

بقلم: محمد قطب
2117
هل المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى؟ | مرابط
النسوية المرأة

هل المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى؟


هناك نوعية من النساء يدعمهن بعض المنسونين من الرجال ترى أن المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى من غير العاملة فربة البيت عندهم ليس لها قيمة لأنها لم تجد ذاتها ولم تبحث عن نفسها ولم تحارب من أجل كينونتها ولم تصنع لنفسها مسارا بعيدا عن قهر الرجل المنزلي ولم تجعل لها مصدرا للمال غير المصدر الأبوي أو الزوجي الذكوري عندها!!

بقلم: محمد سعد الأزهري
470
مناظرات مع رستم قائد الفرس | مرابط
مناظرات

مناظرات مع رستم قائد الفرس


عندما طلب رستم ملك الفرس أن يرس له سعد رضي الله عنه بعض الرسل يجيبونه عما يسأل عنه ومن هنا أرسل سعد المغيرة بن شعبة ثم أتبعه بربعي بن عامر ثم حذيفة بن محن وأخيرا المغيرة بن شعبة مرة أخرى وفي كل مرة كان يدور حوار يشبه المناظرة بينهم وبين رستم وهذا تفصيل ما دار

بقلم: ابن كثير
2104
تربية الأبناء: مآلات الإهمال | مرابط
فكر

تربية الأبناء: مآلات الإهمال


زوجتك وأسرتك أولى بوقتك من أي أحد وينبغي أن تكون سعادتك معهم وبهم لابد أن تكثر الكلام والجلوس والأنس واللعب معهم وأن يكون لديك معهم أعمال نافعة تجتمعون عليها ويشاركونك وتشاركهم وكل من أهمل بيته أو انفصل عنهم سواء بهاتفه أو على المقهى أو عند أصحابه فسيجد آثار ذلك الإهمال عليهم وعليه

بقلم: حسين عبد الرازق
374
المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية | مرابط
فكر

المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية


أجمع العقلاء بعد ما بلوا هذه المدنية المادية وابتلوا بها أنها قد أفلست في إسعاد البشرية وذهبوا في تعليل ذلك مذاهب شتى أقربها إلى الصواب أن تلك المدنية إنما أفلست لأنها فقدت أهم العناصر للوصول إلى هذه الغاية وهو العنصر الروحي أو عنصر الدين فالمدنية إن لم تنتظم هذا العنصر فلن تصل إلى غايتها أبدا ذلك أن الدين يطهر النفوس من الأدران والأضغان ويكسر شرة الأطماع ويحرم التطاول والطغيان ويزيل الفوارق بين الأجناس والألوان وينظم العلاقات بين الأفراد والجماعات ويقيمها على أسس العدل والمحبة والتعاون

بقلم: أبو الوفا المراغي
7643
العلمانيون ووهم الاستقلال الفكري | مرابط
العالمانية

العلمانيون ووهم الاستقلال الفكري


من المفارقات العجيبة أن أصحاب الفكر العلماني مع دعواهم الاستقلال الفكري ودعوتهم إلى التحرر من سلطة أي مرجعية إلا أنهم في حقيقة حالهم إنما يبنون مقولاتهم ومشاريعهم على مسلمات ليس لهم فيها جهد مستقل بل هم فيها مقلدون ومجرد صدى لما يطرح من مقولات وتحولات واتجاهات في الفكر الغربي فهم في حقيقة الأمر إنما تركوا مرجعية إلى مرجعية وانتقلوا من القطيعة مع التراث الإسلامي إلى الاستمداد من الفكر الغربي.

بقلم: عبد الله القرني
357