خطر الكسل المعرفي

خطر الكسل المعرفي | مرابط

الكاتب: د. سلطان العميري

518 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

قال لي: أنا مقتنع بأفكار فلان.
قلت: لماذا مع أنها مخالفة لجماهير العلماء؟!
قال: لأنه يقدم أدلة عليها.
قلت له: يا عزيزي ليست العبرة بتقديم الأدلة، حتى الشيطان حاول أن يقدم دليلا في اعتراضه على الله.

وإنما العبرة بتقديم الدليل الصحيح، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالبحث وسؤال أهل الخبرة في كل علم. فلا يصح لك أن تبادر إلى تبني أفكار في أخطر شيء في حياتك وهو الدين إلا إذا كنت متأكدا من صحة أدلتك.

الأفكار الخطرة -سواء أكانت متعلقة بالدين أو بغيره- يجب أن تبنى على ما يناسبها من الأدلة، ويجب على العاقل أن يبذل جهده في التأكد والتقصي فيها.

كثير من الشباب لديه (كسل معرفي) رهيب، فتراه يبادر إلى تبني أفكار كثيرة بمجرد أن يسمع بكلمة دليل أو عقل!! ولو كلف نفسه بالبحث قليلا أو بسؤال عدد من أهل الخبرة لأدرك بأن كثيرا مما يسمى دليلا وعقلا هو مجرد كلام فارغ لا قيمة له.

والغريب أن ذلك المصاب (بالكسل المعرفي) يتهم غيره بالتخلف والجمود، وهو حين تبنى ما يخالف جماهير العلماء لم يفعل إلا أنه استمع لرجل ذكر له ما سماه دليلا وعقلا.

لو كانت تلك الأفكار التي تبناها من قبيل المسائل الاجتهادية لكان الأمر قريبا سهلا، ولكنه يتبنى أفكارا تخالف قواطع النصوص وما كان عليه الصحابة والتابعون وجماهير علماء المسلمين.

مثل هؤلاء الشباب يجب أن ينبهوا قبل النفاش معهم إلى ضخامة الانحراف المنهجي الذي وقعوا فيه، ولا بد أن يوقفوا على فضاعة الانزال المعرفي الذي مارسوه.

كثير من الأفكار ستزول من عقل المرء بمجرد أن يسلك الطريقة الصحيحة في البحث ويسير على المنهج السليم في التبني والرفض للأقوال.. تصحيح طريقة التبني والرفض للأفكار عند الشباب كفيل بإزالة نسبة كبيرة من الفساد المعرفي.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الكسل
اقرأ أيضا
الإحسان في كل شيء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الإحسان في كل شيء


جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم الإمام زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين الشهير بابن رجب الحديث الثاني وهو سؤال جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان

بقلم: ابن رجب الحنبلي
405
من حياة عمر بن عبد العزيز ج3 | مرابط
تفريغات

من حياة عمر بن عبد العزيز ج3


وتأتي وفاة عمر الذي كان أعظم ما قاده إلى الله ذكر الموت اشتد عليه المرض وأدخل عليه الأطباء ووضعوا له العلاج المناسب والشفاء بيد رب العالمين فقال: والله لو كان دوائي في أن أرفع يدي اليمني إلى أذني ما فعلت والله ما أنا بحريص على الدنيا فقد مللتها ولكني أسأل الله أن يسلم

بقلم: خالد الراشد
639
النفس لا تخلو عن الشعور والإرادة | مرابط
اقتباسات وقطوف

النفس لا تخلو عن الشعور والإرادة


النفس لها مطلوب مراد بضرورة فطرتها وكونها مريدة من لوازم ذاتها لا يتصور أن تكون نفس الإنسان غير مريدة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: أصدق الأسماء: الحارث وهمام وهي حيوان وكل حيوان متحرك بالإرادة فلا بد لها من حركة إرادية وإذا كان كذلك فلا بد لكل مريد من مراد

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
680
العلاج بالطاقة وقانون الجذب | مرابط
مقالات

العلاج بالطاقة وقانون الجذب


المعالجون بالطاقة الكونية وقانون الجذب والتأمل واليوجا وقوانين الاستحقاق هؤلاء لصوص آخرة يسرقون آخرتك ويدعونك لعبادة العجل الذهبي.. فهم يغرونك ببريق الدنيا ولذة الدنيا وتضخيم هوى نفسك ويسلبون في المقابل آخرتك يجعلون منك إلها صغيرا تغير الأقدار وتصنع الاستحقاق.

بقلم: د. هيثم طلعت
726
الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة | مرابط
المرأة

الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة


المرأة العاملة غارقة في مخالفات شرعية كالاختلاط وكثرة الخروج ومزاحمة حق الرجل في العمل لكن لا ينبغي تعميم الحكم فمنهن المضطرة التي تسأل الله القرار ولم يتيسر لها بعد

بقلم: قاسم اكحيلات
287
الوسطيتان | مرابط
فكر مقالات

الوسطيتان


من الملاحظ أن مصطلح الوسطية قد كثر استخدامه في الساحات الفكرية والشرعية في بلادنا فيقول لك الإسلام الوسطي والشيخ الوسطي ويبدو أن الأمر يحتاج إلى فحص وتمحيص حتى نعلم مرادهم من هذه الوسطية ومن هنا يأتي المقال الذي بين يدينا للكاتب إبراهيم السكران ويوضح لنا نوعين من الوسطية: أحدهما مطلوب ومحمود والآخر مرفوض ومذموم

بقلم: إبراهيم السكران
2081