حكم قطز والاستعداد لمواجهة التتار ج2

حكم قطز والاستعداد لمواجهة التتار ج2 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

645 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

تجاهل قطز رسائل التتار وتوجهه بجيشه إلى فلسطين

جاءت رسل التتار إلى قطز في مصر تحمل رسالة من هولاكو تقطر سمًا وتفيض تهديدًا ووعيدًا وإرهابًا، وهي رسالة تنخلع لها قلوب أشباه الرجال، أما قطز ومن تبعه فقد اعتصموا بالله، ومن كان الله معه فلا غالب له، قال هولاكو في رسالته كلامًا كثيرًا قد ردده لكثير من الزعماء قبل ذلك، فمما قاله هولاكو مثلًا: نحن لا نرحم من بكى، ولا نرق لمن اشتكى، خلقنا الله من سخطه، وسلطنا على من تكبر وتجبر من عباده.

وفي موضع آخر يقول: نحن قد أهلكنا البلاد وأبدنا العباد، وقتلنا النساء والأولاد. فـهولاكو يستخدم مثل هذه الأشياء، بل إنه يقول في موضع من رسالته: وعدلنا في ملكنا قد اشتهر، ومن سيوفنا أين المفر؟ ثم قال في النهاية: تحسبون أنكم منا ناجون أو متخلصون، وعن قليل تعلمون على ما تقدمون، وقد أعذر من أنذر.

لقد كانت الرسالة في منتهى الشدة، ولكن سبحان الله المثبت! فإن قطز لم يعبأ مطلقًا بكلمة واحدة من هذه الرسالة، وفي هذا الوقت اضطر هولاكو ترك بلاد الشام ليتجه إلى بلاده بمفرده؛ وذلك لموت أخيه منكو خان الذي كان يرأس دولة التتار في ذلك الوقت، وترك هولاكو قائد جيشه كتبغا على زعامة جيش التتار.

خرج قطز رحمه الله بجيش من مصر وقد تجاوز الجيش مائة ألف مقاتل، وسار على ساحل البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالعريش، حتى وصل إلى مشارف فلسطين، خرج رحمه الله من القاهرة في (5) شعبان سنة (658هـ)، وكان هذا موافقًا شهر أغسطس سنة (1260م)، وكان الحر شديدًا، والمرور في سينا صعبًا، ولكنه زيادة في الابتلاء والتنقية للصف المسلم.

جعل قطز رحمه الله على مقدمة جيشه الظاهر بيبرس بعد أن جاءه من بلاد الشام، وكان الظاهر بيبرس هاربًا من مصر، فأرسل له قطز رسالةً يقربه فيها إليه، واستقدمه من بلاد الشام، وجعله على المقدمة في الجيش؛ وذلك لبراعته في القتال.

لقد كان قطز رحمه الله على عكس ما كان معروفًا في زمانهم، فقد جعل مقدمة الجيش كبيرة جدًا، وكان له هدف في ذلك الأمر، أراد قطز رحمه الله أن يفهم التتار أن مقدمة جيش المسلمين هي كل جيش المسلمين، وأنه ليس من ورائها جيش آخر، فالتقت مقدمة المسلمين بقيادة الظاهر بيبرس بحامية التتار في غزة، وقاتلتها بشدة وانتصرت عليها.

نسأل الله عز وجل أن يحرر فلسطين من اليهود.

وفر التتار إلى الشمال يحملون الأخبار إلى كتبغا أن جيش المسلمين بمصر قد جاء إلى فلسطين، واعتقد التتار أن جيش المسلمين ما هو إلا مقدمة الظاهر بيبرس رحمه الله، وحرص قطز رحمه الله على هذا المعنى، فكان يتخفى في سيره، حتى لا يظهر جيشه، بينما يظهر عن عمد جيش الظاهر بيبرس، حتى تعلم العيون المراقبة أن هذا هو الجيش فقط.

مر قطز في طريقه على عكا، وكانت عكا في ذلك الوقت إمارة تحت حكم الصليبيين، فقرر قطز رحمه الله أن يقيم معهم معاهدة، حتى يمر من حول الحصون دون أن يتعرض لحرب صليبية، وهددهم قطز تهديدًا شديدًا أنهم لو خالفوا ترك التتار وعاد لحربهم، أما إن كانوا على العهد فلن يمسهم بسوء.

فالرؤية كانت واضحة جدًا عند قطز، فهو لا يريد الدخول في مواقع جانبية؛ لأنه يعلم أن العدو الرئيسي الآن هم التتار، ويعلم أن عكا مدينة حصينة جدًا، ولو فرغ وقته وجهده لفتحها ما استطاع أن يحارب التتار، ولما أشار عليه أحد الأمراء أن يباغت عكا بعد العهد؛ لأن بها ضعف عن كل وقت سابق، قال له قطز: إنه لا يخون العهود، فهذه قيادة إسلامية على منهاج النبوة.

 

إقامة قطز معاهدة مع إمارة عكا المسيحية

مر قطز في طريقه على عكا، وكانت عكا في ذلك الوقت إمارة تحت حكم الصليبيين، فقرر قطز رحمه الله أن يقيم معهم معاهدة، حتى يمر من حول الحصون دون أن يتعرض لحرب صليبية، وهددهم قطز تهديدًا شديدًا أنهم لو خالفوا ترك التتار وعاد لحربهم، أما إن كانوا على العهد فلن يمسهم بسوء.

فالرؤية كانت واضحة جدًا عند قطز، فهو لا يريد الدخول في مواقع جانبية؛ لأنه يعلم أن العدو الرئيسي الآن هم التتار، ويعلم أن عكا مدينة حصينة جدًا، ولو فرغ وقته وجهده لفتحها ما استطاع أن يحارب التتار، ولما أشار عليه أحد الأمراء أن يباغت عكا بعد العهد؛ لأن بها ضعف عن كل وقت سابق، قال له قطز: إنه لا يخون العهود، فهذه قيادة إسلامية على منهاج النبوة.

 

معركة عين جالوت

كان الظاهر بيبرس يراوغ القوات التترية حتى يخفي الجيش الرئيسي بقيادة قطز، ويقفز من مكان إلى مكان، ومن مدينة إلى مدينة، ثم وصل المسلمون إلى مكان اختاروه؛ لتكون فيه المعركة، وسجل المسلمون نقطة كبيرة لصالحهم بالسبق إلى مكان القتال وامتلاك عنصر الإعداد ثم عنصر المفاجأة، واختار قطز سهلًا واسعًا بين تلال كثيرة، هذا السهل هو سهل عين جالوت بين مدينتي بيسان ونابلس في فلسطين على بعد (65) كيلو مترًا فقط من موضع حطين، وكأن الله عز وجل أراد أن يعظم أكثر وأكثر من قدر فلسطين، حتى تدور فوق أراضيها المعارك الخالدة في تاريخ المسلمين: أجنادين بيسان اليرموك حطين ثم عين جالوت. نسأل الله عز وجل أن يمنّ علينا بانتصار مجيد على أرضها ضد اليهود.

وضع قطز مقدمته وعليها الظاهر بيبرس في وسط السهل، ثم أخفى كل جيشه خلف التلال المحيطة وانتظر قدوم التتار، وجاء التتار بصلف وغرور تسبقهم سمعتهم المرعبة، ولكن الله عز وجل ثبت قلب قطز ومن معه من أبطال المسلمين.

وصل كتبغا قائد التتار إلى سهل عين جالوت في (25) رمضان سنة (658هـ) الموافق (6) سبتمبر سنة (1260م) تاريخ من أعظم التواريخ في حياة المسلمين، قرر كتبغا أن يدخل المعركة من فوره، وكان من سعادة المسلمين أن يقاتلوا في هذا الشهر الكريم؛ ليستعيدوا ذكريات بدر وفتح مكة وفتح الأندلس، دخل كتبغا وهو يعتقد أن قوة المسلمين هي مقدمة الظاهر بيبرس فقط، فلم يأخذ حذره، بل اندفع بكل جيشه ولم يجعل له ظهرًا، وهذا تدبير رب العالمين الذي أعمى عيون التتار عن رؤية جيش قطز، والذي زرع في قلبه الإقدام بكامل جيشه إلى داخل السهل المحاط بكمائن المسلمين، تلقى الظاهر بيبرس رحمه الله هو ومن معه الضربة الأولى من التتار بشجاعة بالغة وصبر أمام جحافل التتار، وتناثرت أشلاء المسلمين على أرض عين جالوت، وسالت الدماء وسقط الشهداء من المسلمين، ولكن ما فر رجل واحد منهم.

ثم تظاهر الظاهر بيبرس رحمه الله بالانسحاب إلى داخل السهل حتى يستدرج كتبغا ومن معه من التتار وقد حدث له ما أراد، ودخل التتار في الفخ الإسلامي، وأشار قطز رحمه الله إشارة النزول لقوات جيشه المختبئة خلف التلال، فأحاطت بقوات التتار الهائلة إحاطة السوار بالمعصم، ودارت موقعة من أشرف المواقع في تاريخ المسلمين، بل من أشرف المواقع في العالم، وثبت المسلمون فيها ثباتًا هائلًا، ولكن التتار ما لبثوا أن تداركوا أنفسهم، وبدءوا يحاربون في منتهى العنف، وأظهروا مهارتهم وبراعتهم في القتال، وحدث تردد في جيش المسلمين، وبدأت جيوش المسلمين تعود إلى الوراء.

لاحظ كل هذا البطل المظفر قطز رحمه الله، فقام في شجاعة نادرة وألقى خوذته على الأرض تعبيرًا عن اشتياقه للشهادة وطلب للموت، وأطلق صيحته الخالدة: وا إسلاماه وا إسلاماه. يلخص بها أسباب النصر.

فإنه لن ينصر هذا الدين إلا من علم أن دينه أغلى من أهله وماله وكل حياته، وانطلق قطز بنفسه يصارع ويقاتل ويضرب هذا ويطعن هذا، وهو الأمير على كل هؤلاء، وانطلق الجيش السعيد خلف قائده الأسعد، وقام الأمير جمال الدين آقوش الشمسي بحملة صادقة على جيش التتار فوجد أمامه كتبغا زعيم التتار، فحمل عليه حملة صادقة، وضربه عبد الله المؤمن بسيفه ضربة، فسقط العبد الآبق كتبغا صريعًا في دمائه: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى [الأنفال:17].

ودب الاضطراب في قلوب التتار، وأسر ابن كتبغا ودارت الدائرة على أهل الشرك، وانسحب التتار بسرعة إلى مكان بعيد عن مكان الموقعة، ثم عادوا من جديد يرتبون قواتهم قرب بيسان وانطلق وراءهم قطز بجيشه، وكانت موقعة جديدة أعتى من الأولى، إنها بالنسبة للتتار الحياة أو الموت، ولكنها بالنسبة للمسلمين النصر أو الشهادة، وزلزل المسلمون زلزلًا شديدًا، وقاتل التتار قتالًا مريرًا، ولكن قطز عاد من جديد يصيح الصيحة الخالدة: وا إسلاماه وا إسلاماه وا إسلاماه قالها ثلاث مرات، ثم قال: يا الله! انصر عبدك قطز على التتار، وعندما يخشع ملوك الأرض لا بد أن يرحم جبار السماوات والأرض، وتنزل الرحمات على الجيش المؤمن، واللعنات على الجيش الكافر.

وقاتل قطز قتالًا مجيدًا حتى قتل فرسه، فقاتل وهو يمشي على الأرض، حتى أعطاه أحد جنوده فرسًا فركبه، واستمر في القتال، وانكسر جيش التتار كسرة لا قيام بعدها في أرض الشام، وانطلق المسلمون وراء التتار فريقًا يقتلون ويأسرون فريقًا، وأورث الله عز وجل المسلمين سلاح التتار وأموالهم، وفني جيش التتار بأكمله في موقعة عين جالوت لم يفلت منهم إلا الشريد، وانطلق الظاهر بيبرس رحمه الله بمقدمة الجيش يتابع الفارين إلى الشام، ونزل البطل المغوار المجاهد المسلم التقي الورع قطز من على فرسه في أرض الموقعة، ومرغ وجهه في الأرض وسجد لله شكرًا.

قائد كهذا لا بد أن ينصر، جيش كهذا لا بد أن ينصر، قواعد ليس فيها لبس ولا غموض، ووصلت أخبار النصر العظيمة إلى أطراف الشام، وانقلب المسلمون على الحاميات التترية، وقد زالت الرهبة من قلوبهم، وانتصر المسلمون على أنفسهم قبل أن ينتصروا على التتار.

وواصل السلطان المظفر قطز تقدمه وتطهيره لأرض الشام من نجس التتار، ثم دخل دمشق في يوم الثلاثين من رمضان سنة (658هـ) بعد خمسة أيام فقط من عين جالوت، وقضى يوم العيد هناك وكان العيد عيدين: عيد الفطر وعيد النصر والعزة والتمكين، والإعلاء لدين الله عز وجل، والنصر لجنده.

وفي غضون أسابيع قليلة طهّر المسلمون كل بلاد الشام من التتار، وواصل الظاهر بيبرس حملاته في الشمال، حتى طهر حلب منهم واستتب الأمن في بلاد الشام، وأعلن السلطان المظفر قطز رحمه الله توحيد الشام ومصر تحت راية واحدة، وسعد المسلمون بنعمة الوحدة بعد سعادتهم بنعمة النصر.

وانطلق العلماء يبشرون الناس بالنصر المجيد، وعمت الفرحة في كل بلاد المسلمين، وأشرقت الأرض من جديد بنور ربها.

 


 

المصدر:

محاضرة للدكتور راغب السرجاني بعنوان: التتار وغزو العراق

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
ابن تيمية وحياته الحافلة بالعطاء الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

ابن تيمية وحياته الحافلة بالعطاء الجزء الثالث


سيبقى التراث الذي تركه لنا شيخ الإسلام ابن تيمية نبراسا للعلم نلتمس منه سبل الحق ونهتدي به في ظلمات الليل فحياة الرجل كانت رحلة مليئة بالعطاء والبذل دافع فيها عن دين الإسلام ونافح عن الوحي القرآن والسنة ولم يترك بابا ليلجه أهل الأهواء والباطل إلا وسده عليهم ورد عليهم سهامهم وانتصر لمذهب أهل السنة والجماعة وبين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة هامة للشيخ الحويني يقف فيها على شخصية شيخ الإسلام وحياته وبذله

بقلم: أبو إسحق الحويني
886
من مقومات المجتمع المسلم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | مرابط
تفريغات

من مقومات المجتمع المسلم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


إن هذه الشعيرة العظمى يراد طمسها وإذا طمست فلن يبق بين المجتمع المسلم وغيره من المجتمعات الكافرة أي فرق بل تنتشر الضلالات والبدع والشركيات ويتحول المجتمع المسلم إلى مجتمع مشرك أو متسم باسم الإسلام ظاهرا فقط ولا فرق بينه وبين غيره يعلن صاحب الإلحاد بإلحاده وصاحب البدعة ببدعته ويتنصر من تنصر ويتهود من تهود ويعبد الأصنام من يعبدها فلا أحد ينكر على أحد فلو تركت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكان هذا هو المآل في النهاية عياذا بالله

بقلم: سفر الحوالي
614
مكانة المرأة في الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات المرأة

مكانة المرأة في الإسلام


روى الترمذي في سننه من حديث أم عمارة - رضي الله عنها - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما الأحزاب: 35

بقلم: د أمين بن عبدالله الشقاوي
1678
مع نظرية المصلحة عند نجم الدين الطوفي | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

مع نظرية المصلحة عند نجم الدين الطوفي


تعتبر مقولة نجم الدين الطوفي الشهيرة: تقديم المصلحة على النص من أشهر المقالات الفقهية والفكرية فى هذا العصر لأنه تم توظيفها بمهارة لتكون بساطا يسير عليه أي تحريف معاصر يرغب في تخطي بعض النصوص الشرعية ومع الجهود العلمية الحثيثة في توضيح هذه القضية وبيان الشذوذ والخلل فيها إلا أن المقالة الطوفية ما تزال حاضرة في أي مشهد ثقافي يرغب في حذف بعض أحكام الشريعة

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1548
نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

نابليون والمهمة الحضارية: سأستعمر مصر الجزء الثاني


الحملة الفرنسية التي حملت الكثير من التناقضات وكشفت الوجه الحقيقي والقبيح لفرنسا كحركة استعمارية تقوم على السلب والنهب والعداء الصريح للإسلام رغم ذلك أحاطها المؤرخون وغلفها الكتاب بكتلة من مساحيق التجميل حتى تبدو خلاف ما هي عليه وكما يقول المؤلف: رغم كل البيانات والمنشورات والتحليلات التي صاحبت وأعقبت الحملة الفرنسية إلى يومنا هذا فإن نابليون كان صريحا وواضحا في تحديد مهمته في مصر عندما قال: سأستعمر مصر

بقلم: محمد جلال كشك
2135
ابن تيمية والعقل | مرابط
اقتباسات وقطوف

ابن تيمية والعقل


ينظر كثير من الناس إلى كتاب درء تعارض العقل والنقل على أنه كتاب عقيدة للرد على الرازي والأشاعرة فقط والصحيح أنه -بالإضافة إلى ذلك- كتاب في المنهج منهج تلقي النصوص وتفسيرها وفهمها ومنهج للفهم العقلي بشكل عام فأساس الخلل الذي لحق بكثير من علماء الإسلام هو تخليهم عن المنهج الذي كان يسير عليه علماء الإسلام منذ الصحابة في فهم النصوص وقصدت فيه الرد على أهل الكلام بعامة والرازي بخاصة في قانونهم الذي أسموه القانون الكلي في التأويل

بقلم: د راشد العبد الكريم
462