حقيقة التخاطر

حقيقة التخاطر | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

250 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

  • الخلاصة: «عقيدة التخاطر تقوم على فكرة وحدة الوجود وغيرها من العقائد الفاسدة للديانات القديمة، وادعاء لإمكانية معرفة الغيب الذي هو ركن من أركان الدين، وحاول بعضهم أسلمة هذه العقيدة بنصوص لا تدل على ذلك».

التخاطر هو انتقال أفكار وصور عقلية بين كائنات حية من دون الاستعانة بأي حاسة من الحواس،  وأول من استعمل هذا المصطلح هو (فرديك مايزر) 1882م (1)

وفي الحقيقة هذا التخاطر لا يخلو من عقائد فاسدة تقوم على وحدة الوجود والطاقة الكونية، بل المبدأ الأساس الذي يقوم عليه هو العقائد القديمة [Telepathy and the Etheric Vehicle. Alice]. وقد أجريت تجارب كثيرة  لإثبات التخاطر، كتجربة بطاقات (زينر) وهي عبارة عن 25 بطاقة عليها أشكال مختلفة، فينظر فيها الشخص ويحاول الآخر معرفتها من خلال نظرة الأول إليها. ومع ذلك لم تنجح أي واحدة من هذه التجارب.

ولا شك ان هذا مخالف لشرعنا، لما يروجه لفكرة وحدة الوجود والمذاهب الباطنية الثيوصوفيا  وزعم معرفة الغيب ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ ‌بِذَاتِ ‌الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]. (2)

طبعا لن يُفوت بعض سفهاء قومنا هذا الادعاء حتى يتجاورا به، فربطوا بينه وبين نصوص الشرع، كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك أنه «بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال: فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية ‌الجبل، قال: فقدم رسول الجيش، فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، فشددنا ظهورنا بالجبل، فهزمهم الله، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك». (3)

وهذا استدلال باطل منهم،  فما حصل لعمر هو كرامة لا تخاطر،  عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنه قد كان فيما مضى قبلكم من ‌الأمم ‌محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.» (4)

«قال ابن وهب: محدثون: ملهمون. وقال ابن عيينة: مفهمون» (5) ولم يكن عن قصد منه وطلب.


الإشارات المرجعية:

  1. [البارسيكولجي بين المطرقة والسنداد لجمال حسين ص 16 ط دار الطليعة].
  2. وراجع كتاب [حركة العصر الجديد لهيفاء الرشيد].
  3. [الاعتقاد للبيهقي (ص314)].
  4. [صحيح البخاري (4/ 174 ط السلطانية)].
  5. [كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 381)].
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التخاطر
اقرأ أيضا
مش متدين لكنه طيب | مرابط
أباطيل وشبهات فكر تفريغات

مش متدين لكنه طيب


يناقش الدكتور إياد قنيبي العبارة الرائجة على ألسنة عوام الناس فلان مش متدين لكنه طيب في محاولة لتوضيح مفهوم التدين وكيف أنه يشمل كل خلق حميد وكل صفة حسنة وأن على المسلمين التحلي بكل هذه الصفات وإدخالها في مفهوم التدين لديهم وعدم حصره في بعض الشعائر والمظاهر فقط

بقلم: د إياد قنيبي
2113
قاعدة الخمس ثواني ج2 | مرابط
ثقافة

قاعدة الخمس ثواني ج2


كتاب اليوم اسمه قاعدة الخمس ثوان the 5 second rule مؤلفة الكتاب هي ميل روبينز والكتاب تحدث عن تكنيك أو خدعة نفسية بسيطة تسميها المؤلفة قاعدة الخمس ثوان والمؤلفة ابتكرت هذه القاعدة أو التكنيك خلال مرحلة سيئة في حياتها حيث سقطت من قمة النجاح إلى قاع الفشل وباستخدام هذا التكنيك عادت الأمور إلى مسارها من جديد وحققت نجاحا أكبر من السابق

بقلم: علي محمد علي
368
محاسن الإسلام في الأبواب التي يلج منها المشككون فيه | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

محاسن الإسلام في الأبواب التي يلج منها المشككون فيه


إذا تأملنا في الشبهات المثارة ضد تشريعات الإسلام وأحكامه العملية فإننا نجد أنها تمر -في الغالب- من ثلاثة أبواب: وهي الجهاد والمرأة والحدود وإذا أمعناالنظر في كل باب من هذا الأبواب من جهة مقاصدها التشريعية وتفصيلات الأحكام المتعلقة بها فسنجد فيها من الحكمة والحسن والجمال ما يصح لنا أن نفخر به لا أن نواريه ونخجل منه

بقلم: أحمد يوسف السيد
890
شخصية السامري | مرابط
فكر مقالات

شخصية السامري


لكن لماذا كذب السامري؟ وماذا كان يتوقع لكذبته؟ الحقيقة هذان السؤالان من أكثر ما يثير الدهشة في قصة السامري وكل سامري. أما عن السؤال الثاني وتوقعه لمستقبل كذبته فلربما ظن أن موسى لن يرجع من ميقات ربه ولن يكشف سذاجة كذبته بمنتهى السهولة بمجرد عودته ولربما كان يتوقع أن ينتصر له قومه الماديون حتى إن عاد نبيهم.. المشكلة فعلا في السؤال الأول: لماذا؟!

بقلم: محمد علي يوسف
415
موقف الفكر الإسلامي من العلمانية ج1 | مرابط
تفريغات

موقف الفكر الإسلامي من العلمانية ج1


ولو نظرنا إلى العلمانية لوجدنا أن القضية قضية توحيد دعا إليه الرسل جميعا ونزلت به الكتب جميعا يقابله شرك وجهل وجاهلية وخرافات وردود فعل بشرية جاءت في فترات معينة في قوم معينين لا يصلح بأي حال أن يكون مبدأ أو منهجا يسير عليه البشر جميعا في كل مكان ولا سيما من كان الوحي النقي بين أيديهم وفي متناولهم ويقرءونه ويتلونه ليلا ونهارا فمن هذه القضية يبدأ الموضوع

بقلم: سفر الحوالي
779
إياك والأوهام! | مرابط
مقالات

إياك والأوهام!


خلقت قوى النفس مطيعة للأوهام وإن كانت كاذبة حتى إن الطبع لينفر عن حسناء سميت باسم اليهود إذ وجد الاسم مقرونا بالقبح فظن أن القبح أيضا ملازم للاسم ولذا تورد على بعض العوام مسألة عقلية جليلة فيقبلها فإذا قلت هذا مذهب الأشعري أو الحنبلي أو المعتزلي نفر عنه إن كان يسيء الاعتقاد فيمن نسبته إليه

بقلم: عبد الله القرني
335