اهضم مبدعا

اهضم مبدعا | مرابط

الكاتب: د. طلال من فواز الحسان

378 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

هناك فكرة جميلة يسمونها في الغرب (اسرق مبدعا)، وليس معنى ذلك أن تسطو على أعماله وتنسبها لنفسك، وإنما معناه أن تقصد إلى نتاج مبدع في مجاله وفنه، وتعكف عليه عكوف المتبتل لا تدير وجهك عنه حتى تتشربه، وتقف عليه وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه حتى تهضمه ويسلس لك قياد أعماله.

وميزة هذه الطريقة أنها تمدك بأفكار ومناهج بحث و تفكير وأسلوب معالجة كبير من حيث تشعر أو لا تشعر، وستجد أنك ستتشرب كثيرا من الأدوات التي كان يستعملها في كتبه ومؤلفاته ومعالجاته، وستصل بك إلى نتائجه نفسها أو قريب منها.

  • فإذا كنت شاعرا تصبو إلى النظم وتهفو نفسك إليه فاعكف على ديوان المتنبي أو أحمد شوقي، واقرأه واحفظ منه، وتأمل كيف يصف ويشبه ويري، ثم انسج على منواله.
  • وإذا كنت تروم الأدب، فدونك الجاحظ أو الرافعي، تأمل في تراثهما، واقرأه حرفا حرفا حتى تتشربه، وتجري أساليبهما في عروقك.
  • وإذا كنت تميل إلى الفقه، وتريد معرفة كيفية الاستدلال الصحيح وبناء الحجج والبراهين وفهم أسرار التشريع؛ فاعمد إلى الشافعي أو ابن تيمية، وتأمل في كتبهم والتقط أنفاسك من بين ثقوبها.
  • وإذا كنت أصوليا، فاقصد بحر الجويني أو الغزالي أو ابن دقيق العيد أو الشاطبي، وعبّ من تراثهم عبا.

هذه أمثلة يراد منها تقريب الفكرة، لأن هذا المفهوم يصلح أن يستعمل في شتى مجالات الحياة وفنونها، ولا يقتصر على مجال واحد. وإنك إن فعلت ذلك اختصرت الطريق على نفسك، وقفزت قفزات هائلة فيما تريد.

قال أحمد الزيات في إشارة ذكية له: (لذلك كان من الخير للبادئين من الناشئين أن يطيلوا النظر في مذهب المنتهين من الشيوخ، فإن ذهاب الشباب مذهب الناجحين الناجين؛ أجدى عليهم من اعتساف الطريق أو اختلاط الحيرة).

وقال الرافعي: (وما أرى أحدا يفلح في الكتابة والتأليف إلا إذا حكم على نفسه حكما نافذا بالأشغال الشاقة الأدبية، كما تحكم المحاكم بالأشغال الشاقة البدنية، فاحكم على نفسك بهذه الأشغال سنتين أو ثلاثا في سجن "الجاحظ" أو "ابن المقفع" أو غيرهما).

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#اهضم-مبدعا
اقرأ أيضا
عقيدة جلال الدين الرومي | مرابط
مناقشات

عقيدة جلال الدين الرومي


وجلال الدين الرومي كان صوفيا كما هو معلوم وقد نسب إليه القول بوحدة الوجود وقد قرأت أنه يدعي أن كتابه المثنوي سماه الله فيقول وله ألقاب أخر لقبه الله تعالى بها

بقلم: قاسم اكحيلات
344
حجج من كذبوا الرسل | مرابط
اقتباسات وقطوف

حجج من كذبوا الرسل


عامة من كذبوا الرسل لم يقدموا حججا حقيقية يقبلها العقل أو يتصورها وإنما كانت تحيط بهم الشهوات والأهواء والتي لا تستقيم مع الاستجابة لدعوات الرسل ومن هنا بدأت المناجزة وجرتهم شهواتهم إلى طريق عداوة الدين وأهله وهذا مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الإيمان يدور حول هذا الأمر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1981
مختصر قصة التتار الجزء السادس | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء السادس


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1315
شبهة: المدة الزمنية لخلق السماوات والأرض بين العلم والقرآن | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: المدة الزمنية لخلق السماوات والأرض بين العلم والقرآن


تقول الشبهة: توضح كثير من سور القرآن أن السموات والأرض قد خلقت في ستة أيام وهنا مشكلتان الأولى انه من الثابت علميا أن خلق السموات والأرض قد استغرق بلايين السنين والثانية: أنه في التعبير القرآني نفسه كانت مدة الخلق ثمانية أيام بدلا من ستة فكيف يمكن التوفيق بين هذه الآيات

بقلم: محمد عمارة
1274
سورة الكهف .. سورة تأديب وتربية | مرابط
مقالات

سورة الكهف .. سورة تأديب وتربية


لا يمكن أن نغفل ما في قصص السورة من التصوير العظيم والسرد البديع لدقائق الوقائع حتى تشعر أنك مرافق لفتية الكهف في كهفهم والصاحب الثالث لصاحب الجنتين وثالث ثلاثة في رحلة موسى ويوشع بن نون -عليهم السلام- وجندي من جنود ذي القرنين وهذا يتجلى في تفاصيل كثيرة يضيق عنها المقام وأتركها لوجدانك!

بقلم: كريم حلمي
266
الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة | مرابط
المرأة

الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة


المرأة العاملة غارقة في مخالفات شرعية كالاختلاط وكثرة الخروج ومزاحمة حق الرجل في العمل لكن لا ينبغي تعميم الحكم فمنهن المضطرة التي تسأل الله القرار ولم يتيسر لها بعد

بقلم: قاسم اكحيلات
288