اكتساب الهمة

اكتساب الهمة | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

356 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال:
هل الهمة شيء مكتسب؟ يعني هل باستطاعة الإنسان أن يرفع همته في شيء ما ؟ كيف السبيل لذلك إن كانت مكتسبة ؟

الإجابة:
سيكولوجيًا .. الموضوع مختلف فيه على عدة مستويات، لكن تقريب الأمر أن (الهمة) أو (العزم) - وغيرها الكثير - جزءٌ منها يكون تابعًأ لطبيعة المرء وشخصيته ونشأته، وجزءٌ منها كبيرٌ قابلٌ للاكتساب ..

ولا شك أن قابلية اكتساب الهمة والعزم = كبيرة؛ فالله جل وعلا كلّف العباد جميعًا - إلا من استثنى الله منهم - بتكاليف متساوية في الجملة، وكل هذه التكاليف تفتقر إلى الهمة وصدق العزم، كالصلاة والصيام والإنفاق والحج وترك الشهوات المحرمة والمنكرات الفاحشة، وإذا كانت الهمة غير مكتسبة ومستطاعة التحصيل، لكانت التكليفات ظلمًا لطائفةٍ من العباد، تعالى الله عن ذلك.

والحياة تدفع لنا كل يوم صورًا عظيمًة لأناس هزموا اليأس، وتغلبوا على أنفسهم، وصاروا من أصحاب الهمم العالية، كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

ومن هذا الباب = قصة أبي محجن الثقفي رضي الله عنه في شرب الخمر، ففيها مغالبة النفس واكتساب الهمة في أمر من الأمور.

واكتساب الهمة لا يكون - في المقام الأول - إلا بمجاهدة النفس ومعالجتها، ومكابدة دفع أهوائها، ليس لها وصفةٌ سحرية، أو خطوات لتتبع، ولكنها قرار صادق وعزم أكيد ومجاهدة مستمرة ..

ولكن هناك أشياء تعين عليها، مثل بعض وسائل التهديف والمتابعة والمحاسبة وإدارة الوقت، ومثل الصحبة الصالحة والاجتماع على المعالي، وكذلك دراسة الشواغل والبحث في قطعها أو تخفيفها، وكذلك تحقيق الاستقرار النفسي قدر الإمكان، فهذا هامٌ جدًا لتفرّغ النفس إلى المعالي .. وأشياء عدة لا يتسع المقام لتفصيلها ..

ويُنظر في ذلك: كتاب (علو الهمة) للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وكتيب (الهمة) لمحمد بن موسى الشريف، وكذلك (الحرب على الكسل) للدكتور خالد أبو شادي .. وابدأ بالأخيرين لصغر حجمهما

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الهمة
اقرأ أيضا
الأدلة السمعية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الأدلة السمعية


مقتطف هام لابن القيم رحمه الله يذكر فيه نوعين للأدلة السمعية وفيه رد ضمني على من يقول أن الوحي مضاد للعقل أو أن العقل في جانب والأدلة السمعية في جانب آخر فالحقيقة أن الأدلة السمعية تدل وتشتمل على الكثير من الأدلة العقلية وهذا ما يقرره ابن القيم

بقلم: ابن قيم الجوزية
2929
حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه | مرابط
اقتباسات وقطوف

حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الرسالة الصفدية يوضح فيه على حال النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه وكيف أن ظواهرهم كانت موافقة لبواطنهم وما يعتقدونه في قلوبهم وجاء ذلك في معرض الحديث عن نفاة الصفات الذين ادعوا مخالفة الظواهر للبواطن وأن الصحابة اعتقدوا أمورا لم تظهر عليهم

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1215
عبرة لأولي الألباب | مرابط
اقتباسات وقطوف

عبرة لأولي الألباب


تعليق ابن تيمية على ذكر الله تعالى عاقبة الذين كفروا من أهل الكتاب وعاقبة المؤمنين الذين اتبعوا النبي ثم في هذا دلالة شرعية تقوم على القياس والنظر إلى الشيء ونظيره والتسوية بينهم وهذه سنة الله كما قال لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2306
لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول


يستطيع الليبرالي أن يعيش ازدواجية عنيفة بين شخصيته التي يظهر بها أمام أضواء الإعلام وفي سطور مؤلفاته أو مقالاته وشخصيته الحقيقية التي تظهر عندما تنطفئ هذه الأضواء وعندما يعم الظلام ويجف مداد القلم هنا تظهر هذه الازدواجية لترى الانحلال الأخلاقي والنظرة الشهوانية الجنسية للمرأة التي تقبع داخله بينما ينادي ليل نهار بحرية المرأة والتعامل معها على أنها إنسان له حقوق وكرامة قبل كل شيء وفي هذا المقال سترى الكثير من الشهادات بألسنة الليبراليين أنفسهم لتدرك وهم الليبرالية

بقلم: إبراهيم السكران
2052
أهواء الناس في وقت الفتن | مرابط
تفريغات

أهواء الناس في وقت الفتن


كذلك أيضا فإن شهوات الناس وتشوفهم للفتن يتنوع فمن الناس من يلتفت إلى فتنة السمع ومنهم من يتشوف إلى فتنة البصر ومنهم من يتشوف إلى فتنة الفرج ومنهم من يتشوف إلى فتنة الكلام ومنهم من يتشوف إلى فتنة الفكر وغير ذلك فتتنوع الفتن فبحسب أهواء الناس تنوعت الطرق

بقلم: عبد العزيز الطريفي
411
الجندر: المفهوم والحقيقة والغاية الجزء الأول | مرابط
الجندرية

الجندر: المفهوم والحقيقة والغاية الجزء الأول


ظهر مصطلح الجندر في سبعينيات القرن الماضي ولكنه أحدث رجة عنيفة في الساحة الفكرية والاجتماعية بعدما تم إدخاله في كل المجالات تقريبا وتم إعادة صياغة المصطلح ليعبر عن الأدوار الاجتماعية والميول الشخصية فقد يشعر الرجل أنه امرأة وتشعر المرأة أنها رجل أما مصطلح الجنس فهو لا يعبر إلا عن الجانب البيولوجي أو العضوي الجنسي ومن هنا انفتح الباب على مصراعيه أمام الشذوذ وظهرت أشكال جديدة للعلاقات وللأسرة

بقلم: حسن حسين الوالي
2201