مقتطف رائع لمالك بن نبي من كتاب شروط النهضة يرصد فيه حالة متكررة نراها دائما في مجتمعاتنا العربية ألا وهي الخطب الرنانة التي تلقى على المقاهي والتي تُهدر الأوقات والطاقات في اللاشيء.
يقول مالك بن نبي:
بدلا من أن تكون البلاد ورشة للعمل المثمر والقيام بالواجبات الباعثة إلى الحياة؛ فإنها أصبحت منذ سنة 1936م سوقًا للانتخابات، وصارت كل منضدة في المقاهي منبرًا تُلقى منه الخطب الانتخابية، فلكم شربنا في تلك الأيام الشاي وكم سمعنا من الاسطوانات، وكم رددنا عبارة "إننا نطالب بحقوقنا"؛ تلك الحقوق الخلابة المغرية التي يستسهلها الناس، فلا يعمدون إلى الطريق الأصعب؛ طريق الواجبات، وهكذا تحول الشعب إلى جماعة من المستمعين يصفقون لكل خطيب، أو قطيع انتخابي يُقاد إلى صناديق الاقتراع، أو قافلة عمياء زاغت عن الطريق فذهبت حيث قادتها الصدف في تيار المرشحين، وفي هذا اختلاس أي اختلاس للعقول
المصدر:
- مالك بن نبي، شروط النهضة، ص37